طلابٌ في القدس يتحدّون الاحتلال بمواصلة التعليم على ركام مدرستهم
تقرير خاص شبكة العودة الإخبارية
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورٌ لطلاب مدرسة "أبو نوار" الأساسية في تجمع أبو نوّار البدوي شرقي مدينة القدس المحتلة، وهم يتلقّون دروسهم في البرد والعراء أمام ركام مدرستهم التي هدمها الاحتلال الاسرائيلي قبل أيام.
لم يتمكن الطلاب من دخول مدرستهم التي هدمتها جرافات الاحتلال، إذ كان قد استُكمل بناؤها بتمويل فرنسي يوم الجمعة الماضي، وذلك قبل يوم واحد من هدمها بحجة أنها أقيمت "بشكل غير قانوني".
لكنّ مديرة المدرسة أسماء شيحة أصرّت على أن يستمرّ التعليم ولو في العراء في رسالةٍ تحمل الصمود والتحدي لسياسات الاحتلال الاسرائيلي بتهجير الفلسطينيين.
25 طالباً وطالبة فلسطيني(ة) من سكان التجمع البدوي جلسوا يدرسون أمام بقايا مدرستهم التي لم يتمكّنوا من حبّها أو تكوين ذكريات طفولةٍ جميلة فيها. ولم يتمكّنوا حتى من التنعّم بمدرسةٍ حضاريةٍ أسوةً ببقية الطلاب حول العالم.
إحدى المعلمات في مدرسة "أبو النوّار" أكّدت أنها ستواصل إعطاء الحصص الدراسية "حتى لو في العراء والبرد والمطر". إذ تعدّ مدرسة تجمع "أبو نوار" المدرسة الوحيدة في تلك المنطقة القريبة من القدس، ويدرس فيها الصفان الأول والثاني الابتدائيان.
وقد استخدمت سلطات الاحتلال المتعاقبة وسائل كثيرة لتجهيل الفلسطينيين وتهجيرهم وتنفيذ المشروع الاستيطاني في مدينة القدس، من هدم للمدارس والمنازل السكنية والمستشفيات والمساجد.
وتبرّر سلطات الاحتلال أوامر الهدم بحجة عدم حصول أصحابها على التراخيص اللازمة من سلطات الاحتلال، وذلك خلافاً للمادة الـ 53 من اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في زمن الحرب.
ورداً على هذه السياسة اعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أنّ هدم سلطات الاحتلال الاسرائيلي لمدرسة أبو النوار الأساسية، جزء من مخطط إسرائيلي لتجهيل المقدسيين وإضعافهم للسيطرة على المدينة المقدسة.
من جهته أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه العميق إزاء العدد الغير مسبوق من عمليات الهدم ومصادرة المباني الفلسطينية"، بما في ذلك مشاريع بتمويل أوروبي "تتوافق مع القانون الدولي الانساني"، أدّت جميعها لتشريد أكثر من 480 فلسطينياً منذ بدء عام 2016 الجاري.