سماح جبر بعين الطبيب وقلم الكاتب نقلت معاناة الفلسطينيين للعالم

منذ 8 سنوات   شارك:

في صيف عام 1998م كانت طالبة في المدرسة لم تتجاوز "22" عامًا، سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتقضي الإجازة الصيفية هناك مع عائلة أمريكية في ولاية (آيوا) ضمن منحة "الطالب المتميز"، وفي تلك المدة وقع حادث تفجير السفارة الأمريكية في العاصمة الكينية "نيروبي"، العائلة المضيفة وجيرانها تحاملوا على المسلمين، وتحديدًا الفلسطينيين، وعدوهم أنموذجًا لـ"الإنسان المتفجر"، أمّا هي فأحست بمدى الضعف الذي يتملك العربي المسلم في إيصال صوته إلى الآخرين، لكن عدم إجادتها للغة الإنجليزية منعها من الدخول في نقاشات فكرية لتدافع عن إسلامها وعروبتها، ومنذ ذلك الوقت قررت أن تتعلم الإنجليزية، وفي العام التالي (1999م) نشرت أول مقالاتها في الإعلام الغربي.

الحديث هنا عن د. سماح أحمد فهيم جبر (39 عامًا)، من حي شعفاط في القدس، التي حازت لقب "شخصية عام 2015م" من الموقع الإلكتروني (oumma.com) الذي يُعدّ من أشهر مواقع المعلومات الفرنسية، بعد أن حصدت ما يزيد على 63 ألف صوت في تنافس بين عشر شخصيات.

طبيبة وشاهدة

هي واحدة من أوائل الأطباء النفسيين الإناث في فلسطين، فقد تخرّجت في الدفعة الأولى لكلية الطب بجامعة القدس، أمضت حياتها تعالج الآثار النفسية للاحتلال على الفلسطينيين، لتكون شاهدة على ما يجري، ولذا هي تحصر نفسها في الممارسة الطبية، بل أصبحت ناشطة على مستوى العالم في التثقيف والكتابة عن الوضع الإنساني للفلسطينيين، والآثار النفسية للاحتلال.

شيء ما بداخلها كان يحثها على المثابرة والاجتهاد لتخدم وطنها، إذ تقول في حوار أجرته معها "فلسطين": "في أثناء دراستي الجامعية عملت على استغلال جميع أوقاتي، ففي الإجازات الصيفية كنتُ أتلقى كمًّا هائلًا من دورات تعلم الإنجليزية في الدول الناطقة بها، لأجهز نفسي لمواصلة الدراسة في إحدى الدول الغربية".

وبعد التخرج حصلت على الامتياز من مستشفى القاصد، ثم حصلت على منحة دراسية في تخصص الطب النفسي بفرنسا، ما أضاف إلى رصيدها لغة جديدة، وبعدما أنهت تخصصها في الطب النفسي حصلت على "البورد الفلسطيني" في التخصص نفسه، لتكمل طريقها بالدراسة في "المعهد الإسرائيلي للتحليل النفسي"، وتلقت فيه التعليم ثلاثة أعوام، وكانت هي العربية الوحيدة فيه.

وتضيف: "كانت تجربة غريبة وصعبة، ولكن حاجتي للتعلم هي دافعي، خاصة أن هذا النوع من التعليم لا يوجد له بديل إلا في الدول الأجنبية، فتحملت عناء ذلك مقابل البقاء في وطني ومهنتي التي أقضي بها ساعات النهار، ما مكني من الحصول على لغة جديدة رابعة، وهي لغة العدو، إلى جانب التعرف إلى نوع جديد في مناهج التحيل النفسي".

وحصلت جبر على عدة جوائز مقابل نشاطها في خدمة القضية، وشاركت في العديد من المؤتمرات المناصرة للفلسطينيين، وتشير إلى أن الجائزة الأخيرة (شخصية العام) كان لها وقع خاص عليها، إذ كانت فرصة لأن يتعرف الفلسطينيون إلى كتاباتها باللغة الإنجليزية.

قريبة من التجربة الإنسانية

بالعودة إلى صيف عام 1998م، وتلك الإجازة الصيفية التي رأت فيها التحامل على المسلمين؛ تقول: "إن ضجيجًا بدأ يحدث ثورة بداخلي ليستنهض قلمي بعدما رأيت الصورة المشوهة عن الفلسطيني، وكأنه إنسان عنيف وحاقد وكاره للحياة، يحمل ثقافة موت وكراهية، مع تجاهل أن مشكلته مع الاحتلال مشكلة أرض مسلوبة".

وتضيف: "هذه المشاعر أثارت الكتابة عندي، واخترت أن تكون كتاباتي باللغات الأجنبية لأن الفلسطينيين يستطيعون سرد قصتهم بالعربية، لكنهم بحاجة لإيصال صوتهم إلى الغرب، وحفظ الرواية، وتقديم شهادة موثقة لتجربة حياتهم".

وتتابع جبر حديثها: "إضافة إلى ذلك، أنا أكتب لهدف شخصي، حيث الكتابة عملية تنظيمية، تنظم الأفكار والمشاعر، وهي مسئولية نظرًا إلى أني شاهد عيان على الألم النفسي الذي يعاني منه شعبي، فأنا أرى من قرب التجربة الإنسانية كوني طبيبة نفسية، وأستمع لآلام وهمومهم، ما يثقل على كاهلي مسئولية الكتابة"، مشيرة إلى أنها لم تنشغل بعملها طبيبة عن دورها تجاه القضية لأن الإنسان لا ينبغي أن يتخلى عن المسئولية الاجتماعية، ولأن الاهتمام بالشأن العام جزء من الواجب.

وبذلك جمعت جبر بين الطب النفسي والسياسة في نقلها لما يدور من أحداث في وطنها إلى الجمهور الغربي، وبدأت تتنقل بين الولايات المتحدة، وبريطانيا، وجنوب أفريقيا، وفرنسا، وبلجيكا وسويسرا وألمانيا بكل حماسة وحيوية، تتحدث عن آلام شعبها، مستخدمة أسلوبًا خارجًا عن المألوف، فتتحدث عن صمود شعبها مع عذاباته وجراحه النازفة، وحبه للحياة مع الصعوبات التي يواجهها، وهذا كله بسبب إيمانها بالتغيير وأملها في العدالة الاجتماعية.

وتبيّن أن تعقيدات الحياة الفلسطينية تحت الاحتلال دفعتها إلى الكتابة حتى أصبح في رصيدها ألف مقال منشور في وسائل إعلام غربية باللغتين الإنجليزية والفرنسية، مشيرة إلى أن وجودها في القدس فتح لها الآفاق أكثر للاطلاع من كثب على معاناة الفلسطينيين بمختلف أشكالها، ومن ذلك عدم وجود حرية التنقل، والأسر، والحرمان من الهوية.

ولغزة نصيب

ومن اهتمامات جبر أيضًا الوضع الإنساني في غزة، إذ كتبت عدة مقالات عن عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وخاصة العدوان الأخير عام 2014م، وذلك لأن "الأمر لا يقف على هدم البيت، ولا عند الشهداء الذين أزهقت أرواحهم، فهناك ألم نفسي، وأناس يعانون آلام الفقد، وهذا الألم يصعب إحصاؤه"، حسب قولها.

في أثناء حرب 2014م كان من المقرر أن تكون ضيفتنا ضمن وفد وزارة الصحة إلى القطاع، علها تستطيع أن تضمد جراحها، وهي التي طالما حلمت بزيارتها في السابق، ولكن الظروف كانت أقوى من إرادتها، إذ رفض الاحتلال منحها تصريحًا لدخول القطاع، فلم تجد إلا قلمها للتحدث عن معاناة أهل غزة.

تقول: "تنتشر الأمية في العالم عن الوضع في فلسطين، بسبب الرواية الواحدة التي تنقلها الأجهزة الإعلامية، ما يضرّ بمصلحة الفلسطينيين، وهذا ما يحتّم عليّ العمل لنقل الرواية الأخرى".

ولهذا السبب تؤمن جبر بأنه من الأولى أن تكتب بلغات أجنبية، إذ المعاناة الفلسطينية باتت واضحة ومفهومة للفلسطينيين أنفسهم وللعرب عمومًا، ولكن لا يزال الغرب يجهلها.

وتبين أن معرفتها بتاريخ الدول الأجنبية ساعدتها على مخاطبة الغرب، إذ تضع أمام المستمع مفارقات ومقارنات بين الوضع الفلسطيني، وسياقات الاحتلال في الدول الأخرى، كأن تربط بين لجوء الفلسطينيين إلى المقاومة المسلحة، واستخدام الشعب الفرنسي السلاح للدفاع عن نفسه، مشيرة إلى أن هذه المقاربات تعمل على أنسنة الشعب الفلسطيني في نظر الغرب.

طريق جبر لم تكن معبّدة بالورود، بل ثمّة صعوبات واجهتها، كان منها أن تعطلت دراستها في فرنسا عام 2003م ثلاثة أشهر بسبب حجابها، وحينها طلبت منها وزارة الصحة الفلسطينية العودة، فليس من الممكن تغيير القرارات الفرنسية، لكن المحامية المصرية مريم سلام وقفت إلى جانبها وحفزتها على الاستمرار والمثابرة، إلى أن تمكّنت من استئناف دراستها مجددًا.

وتتمنى جبر أن تكون عند حسن ظن شعبها وقرائها، وأن تستمر بالعطاء في بناء خدمات صحة نفسية راقية في فلسطين، وفي تقديم صورة حسنة وموضوعية عن الفلسطينيين للغرب، مشيرة إلى أن حديثها أمام الغرب يزيدها قوة، أما المكافأة المعنوية التي تتلقاها فهي ردود الأفعال الإيجابية التي تتلقاها، ومن ذلك ما يخبرها به بعض بأنهم قطعوا مسافات طويلة لحضور محاضراتها.

 

المصدر: فلسطين أون لاين 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.