«إيمان شهابي» نموذج لمحترفات التطريز الفلسطيني في مخيمات الشتات
تقرير: هبة الجنداوي وميسم عزّام
في ظلّ الأوضاع الصعبة التي تعيشها آلاف العائلات الفلسطينية في لبنان تجد الكثير من النساء الفلسطينيات في التطريز مهنةً تجمع بين خيوطها حب الوطن، وإشباعاً لرغبتهنّ في الإبداع، وإدرار ولو البسيط من المال لعائلاتهنّ.
ففي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا تحترف أكثر من 300 إمرأة فلسطينية التطريز والأشغال التراثية الفلسطينية، حيث تجد فيها جامعاً مميزاً لعدّة أهدافٍ معنويّة وماديّة ووطنية، إلى جانب تعزيز شخصيتها بحيث استطاعت أن توظّف قدراتها الإبداعية في مجالٍ لطالما اعتبره البعض من أصعب الأعمال لما يحتاجه من دقّة وإتقان وصبر كبيرين.
«إيمان الشهابي» هي واحدة من تلك النساء اللواتي برعن في مجال التطريز والأشغال التراثية، حتى استطاعت أن تبرز بقوّة وتشارك في العديد من المعارض التي أضاءت طريقها في هذا المجال.
تقول شهابي في حديث مع شبكة العودة الإخبارية «تعلّمت التطريز من حماتي "أم زوجي"، ففي الحي الذي نسكن فيه أغلب النساء هنا تعمل في التطريز، فاستطعت أن أتعلّمه وخضعت ذات مرّة لدورة عن "القُطَب الفلسطينية" طوّرت قدراتي، مع الإشارة إلى أنّ المعلّمة التي دربتني يومها كانت ألمانية متزوجة من فلسطيني سوري، تعلّمت هي التطريز لـ 10 سنوات، وكانت تفقه منه الكثير مما نجهله نحن».
وإلى جانب أنّ هؤلاء النساء الفلسطينيات استطعن أن يثبتن أنفسهنّ في المجتمعين الفلسطيني واللّبناني، رأين في التطريز جانباً مشرقاً في مسيرة الكفاح الفلسطينيّ التي تتعدّد أوجهه بلا شكٍّ، مع تطاول اعتداءات الاحتلال الإسرائيليّ على كلّ ما يمتّ للفلسطينيّ بصلة، من مقدّساتٍ وأرضٍ وشجرٍ وتراث وفولوكلور. فوجدن فيه سلاحاً حقيقياً موجهاً فوهته الحارقة في قلب المشروع الصهيونيّ.
وتضيف شهابي «معركتنا مع الاحتلال كبيرة ولا بدّ من أن يكون للمرأة الفلسطينية دور في هذه المعركة التي ستُرجح الكفّ المنتصر لنا بإذن الله، لذلك أنشأت حساب خاص بي على الفيسبوك لأنشر أعمالي وأعرّف الناس بجمال التطريز والتراث الفلسطينيّ وأهميته في حياتنا».
وفي مشروعٍ مصغّرٍ عملت إيمان وزوجها الذي يعمل نجاراً على تنفيذ معروضات جميلة، حيث يقوم زوجها بإعداد الخشب والتفنّن به وتقوم هي بإضافة لمسة جميلة من خلال التطريز عليه. وقد استطاعت من خلال هذا المشروع المصغّر أن تقوم بسدّ بعض الدّيون المتراكمة عليها، خاصّةً مع توقف عمل زوجها بين الحين والآخر، تقول إيمان.
ففي مسح قامت به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت في صيف 2010، بلغت نسبة البطالة بين العمّال الفلسطينيين 56%، فضلاً عن أنّ نسبة الفقر في المخيمات الفلسطينة في لبنان وصلت إلى 65%. الأمر الذي دفع آلاف الفلسطينيين إلى الهجرة أفواجاً نحو القارة الأوروبية المنشودة.
وقد استطاعت شهابي أن تدرّب 6 بنات يعملن معها في تلبية الطلبات للزّبائن لتشجعهنّ على التطريز وتساعدهنّ في تحصيل مصاريفهنّ الخاصّة. وكانت مؤسسة جذور للتراث الفلسطينيّ قد تبنّت موهبة إيمان الجميلة من خلال شراء جميع منتوجاتها والترويج لها.