صيدا تحتضن القدس عبر مجسم للمدينة القديمة
خاص شبكة العودة الإخبارية
في الوقت الذي تتعرّض فيه القدس لانتهاكات واعتداءات متكررة ومحاولات للتقسيم الزمني والمكاني للأقصى من قبل الاحتلال الاسرائيلي، واندلاع انتفاضة شبابية ثائرة على هذا الوضع المتأزّم، وجدت طالبات الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين في لبنان أنفسهنّ أمام مسؤولية كبيرة ليكون لهنّ دور في تقديم البسيط أمام ما يقدمّه شباب فلسطين وفتياتها من دماء مفعمة بالبطولة والحياة..
اختارت الفتيات اللواتي ينحدرن من مختلف المناطق والمدن الفلسطينية، أنّ تقمن بمعرض أسمينه "القدس في العيون" يحمل الناس بين أجنحته من قلب بلدية صيدا إلى مدينة القدس القديمة التي باتت مسرح عملياتٍ بطولية زعزعت أمن الاحتلال الهش وأعادت فلسطين إلى الواجهة، وإلى قالب الوحدة الوطنية.
وفي ذلك تقول مسؤولة الطالبات في الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين د. آلاء حمدان لـ شبكة العودة الإخبارية أنّه بالرغم من تفرق أبناء فلسطين في كافة بقاع الأرض، إلاّ أنّ القلوب والأرواح ما زالت تلتقي وتهفو نحو الأقصى، وتجتمع على محبته.
وتؤكّد حمدان أنّ الرابطة تعيش ما يعانيه الأقصى لحظة بلحظة، ولأجل ما يتعرض له المسجد كان لا بدّ من القيام بفعاليات تعرض للناس أهمية الأقصى في حياتنا، "ولأجل ذلك كلّه كان معرض القدس في العيون الثاني في مدينة صيدا".
من باب حطّة تدخل إلى المجسّم الذي يتوسط المعرض لتجد مسجدي قبة الصخرة والقبلي يتوسطان ساحة المعرض وأشجار الزيتون والأضواء شامخةً من جمال المشهد وهيبته، والناس من حوله يتأملون هذا المشهد بصمتٍ والقلوب تضجّ بالحياة آملةً أن تكون وقفتها في ساحات الأقصى حقيقة يوم ما..
وفي ناحية أخرى من ساحة المعرض تنتصب المقدسات المسيحية لتعلن صمودها إلى جانب الأقصى في وجه أكاذيب الاحتلال وسياساته التهويدية. وفي أخرى مجموعات من التراثيات لمؤسسة جذور للتراث الفلسطيني ومأكولات شعبية فلسطينية استحضرت الأجواء القروية الفلسطينة الجميلة.
ولليوم الثالث على التوالي لا يزال المعرض يستقبل الوفود من أطفال وطلاب مدارس وشخصيات متنوعة، ومؤسسات، وفرق كشاف وكرة قدم.. لتشير التقديرات إلى نحو 500 زائر يستقبله المعرض يومياً.
هذه الأعداد التي تطلّ على المعرض ليومه الثالث خير دليل على أنّ الأقصى عقيدة وفكرة راسخة في قلوب الأجيال الفلسطينية والعربية. ويعبّر مدرّب فريق أبناء القدس لكرة القدم في صيدا جمال هواش أنّ ارتباط فريقه بالقدس والأقصى، والانتماء إلى مدينة الأنبياء كان دافعاً لتسمية الفريق باسمها. ويشير إلى أنّ الفريق يشارك بكافة الأنشطة التي تتعلق بالقضية، "حتى يخرّج أجيالاً تعشق فلسطين والمسرى بقدر يفوق عشقها للرياضة وكرة القدم".
وكانت الطالبات قد افتتحت معرض القدس في العيون الثاني يوم الخميس 22 تشرين أول (أكتوبر) في مبنى بلدية صيدا، حيث تخلله مزاداً علنياً على حفنة من تراب الأقصى المبارك وصل ريعها إلى 5000 دولار أميركي، لتكون خير دليلٍ على أنّ القدس في العيون وفي القلوب مزروعة كشجر الزيتون في تراب فلسطين صامدٌ يعلن عداوته ومقاومته للاحتلال حتى التحرير.