أبو معاذ الشرعان عمل بصمت ورحل بصمت
فايز أبو عيد- لبنان
عمل بصمت ورحل بصمت الى روحك السلام بهذه الكلمات وصف الباحث إبراهيم العلي رحيل مصطفى شرعان مسؤول الملف الإغاثي في هيئة فلسطين الخيرية" التي طالته يد الغدر والحقد في مخيم اليرموك مساء يوم 12/ تموز – يوليو الحالي حيث تعرض لإطلاق نار عقب خروجه من صلاة التراويح من جامع عبد القادر الحسيني في اليرموك، نُقل على إثرها إلى بلدة يلدا المجاورة للمخيم لتلقي العلاج فيها، لكنه توفي بعد ساعة بسبب إصابته الخطيرة، وعدم توفر المستلزمات الطبية الضرورية لعلاجه.
وأضاف العلي " لقد عمل الشرعان على اغاثة النازحين الى مخيم اليرموك منذ اليوم الاول لدخولهم اليه في مراكز الايواء وفي منازلهم ونذر نفسه لخدمة أهله يوم انفض الجمع وخرج الناس من اليرموك، فقد لا يعلم الكثيرون من هو ابو معاذ ولكن يكفيه ان الله يعلمه ومطلع على عمله ".
أما االناشط أبو عبد الرحمن فقد نزل عليه خبر اغتيال الشرعان كالصاعقة، وقال "إن يدك البيضاء التي امتدت لتساعد أبناء شعبك، ستلاحق من قام باغتيالك"، مشيراً إلى أن الشرعان وهب حياته ووقته لخدمة أبناء شعبه الفلسطيني، فقد رفض الخروج من مخيم اليرموك وأصر على مساعدة الكبار والصغار، وكان يألم لوجع أبناء المخيم ويفرح لفرحهم، وأضاف" لقد رحل من رسم البسمة على شفاه الأطفال والنساء وكبار السن".
وبدوره وجه سعيد موعد المنسق العام لمؤسسة إيثار رسالة إلى قاتل الشرعان، قال فيها" هل علمت قبل أن تطلق رصاصاتك أنك وجهتها لرجل ماعرفناه إلا حاملاً معه الخير وسباقاً له، كان يصل ليله بنهاره دون كلل أو ملل همه الوحيد كيف يساعد الناس"، وختم رسالته" أبو معاذ لعن الله قاتلك وأبدلك داراً خيراً من دارك وأهلاً خيراً من أهلك نحتسبك عند الله شهيد".
ومن جانبه عبر الباحث في شؤون اللاجئين الفلسطينيين أحمد الباش عن مدى حزنه لفراق الشرعان وتساءل من شدة لوعته وحزنه"لماذا استعجلت الرحيل؟ غدا ليلة القدر وبعد أيام قلائل سيأتي العيد إنهم ينتظرون منك شيئا من الفرح لا الحزن، فقراء المخيم وايتامهم وأراملهم ينتظرون بسمة العيد يا ابو معاذ"، وأضاف" وأنت أيها القاتل يا ابن خفافيش الظلام .. لقد اتم ابو معاذ صلاته وقد اشتاق لأحبته ... فخسئت طلقاتك الخسيسة".
وودع الناشط أبو سلطان الأسمر أبو معاذ بهذه الكلمات فقال" نم قرير العين إلى جنان الخلد ورحمك الله واسكنك فسيح جنانه يا شهيد رمضان، نم قرير العين كما سبقوك الأبطال والشهداء هذه فاتورة الحق ندفعها بشرف وعزة حماكم الله ايها الشرفاء المنتظرين في قوافل الشهداء، أنتم الأبطال الذين أبيتم أن تتركوا شعبكم في حصارهم وكنتم خدام لهم، نم قرير العين أيها الشهيد وأنت الذي اختارك الله شهيدا مكرما في هذا الشهر الفضيل".
يُشار أن اغتيال "الشرعان" رفع حصيلة الناشطين الذين اُغتيلوا داخل المخيم إلى 15 ناشطاً هم: بهاء صقر، أحد أعضاء تجمّع أبناء اليرموك، و الناشطين أحمد السهلي، وعبد الله بدر، و"علي الحجة"، والناشط "محمد يوسف عريشة"، مدير المكتب الإغاثي في المخيم، ومحمد طيراوية ممثل حركة فتح في مخيم اليرموك، والناشطين "نمر حسين" عضو المجلس المدني لمخيم اليرموك، و"فراس حسين الناجي" مسؤول مؤسسة بصمة في مخيم اليرموك، و"يحيى عبد الله حوراني أبو صهيب".
والجدير بالذكر أن المخيم كان قد شهد عدة محاولات اغتيال فاشلة لناشطين آخرين داخل المخيم.