من "جباليا" إلى "عين الحلوة" معرضٌ يصوّر أزقّة اللجوء!
هبة الجنداوي- صيدا
شبكة العودة الإخبارية
رائحة خبز المخيمات تنبعث داخل جدران صورةٍ التقطها شاب بعدسته، وكذلك أطفال المخيمات وشبابها، والثوب الفلسطيني المطرز بألوانه وأشكاله كافة.. ومسنٌ ثمانيني في صورةٍ أخرى يبدو تائهاً بنظرته يبحث بين الأفق عن فرجٍ قريب لساكني المخيمات...
في كل مترٍ من المعرض الفني "أزقة" الذي نظمته مجموعة "أحفاد حنظلة" الشبابية في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، يوم أمس الخميس، تأخذك الصور للكوفية الفلسطينية، لحكايا المخيم، لأطفاله وحياته اليومية، لحزنه وفرحه.. لصموده وسط الرصاص وأفواه القذائف.. وإعلانه الحياة من على جدرانٍ تعشق الحياة..
ومن مخيم جباليا في قطاع غزة إلى مخيم عين الحلوة في صيدا، كانت المحطة الثانية للمعرض، أراد شباب "أحفاد حنظلة" أن ينقلوا ذلك المعرض لتكون المخيمات رغم تباعدها تنبض بالهمّ والوجع والأمل الواحد.. يقول الشاب محمد عوض أحد منظمي المعرض، لشبكة العودة الإخبارية.
فرغم رمزية "أزقّة" إلا أنه كان عبارة عن إحياءٍ للذكرى الثلاثين لاغتيال رسام الكاريكاتور الفلسطيني ناجي العلي، الذي استُشهد في لندن وعبارة "لا لكاتم الصوت" تصدح عالياً.. لتتمثّل اليوم صرخةً على جدران المخيمات المنكوبة اجتماعياً، وإنسانياً، وسط لعنة الأمن الغائب والحصار الأمنيّ المشدود!
المعرض الذي انطلق على المدخل الغربي (الحسبة) للمخيم، افتتحته المناضلة الفلسطينية ليلى خالد، بمشاركة عشرات الشباب الفلسطيني الذين صوّروا الواقع من خلال صورٍ فوتوغرافية وعباراتٍ خطّت حروف الواقع بكافة تفاصيله بصدق..
وعقب انتهاء المعرض، كشفت تلك الحروف عن تجاعيد المأساة المستمرة لتؤكّد أقوالهم حق تأكيد، مع زخات الرصاص والقذائف التي أضاءت سماء المخيم معلنةً عن اشتباكٍ جديدٍ وحلقةٍ جديدةٍ من مسلسلٍ مغيّب النهاية!