في غزة.. «غولدن بيرد» شركة شبابية ريادية تنطلق من قلب الحصار
تقرير زينات عياد- غزة
خاص شبكة العودة الإخبارية
رغم البطالة والحصار الفكري والاقتصادي الذي يواجهه الشباب الفلسطينيّ في قطاع غزة منذ سنوات، إلاّ أنه لم يفقد الأمل واستطاع أن يكسر الحدود ويتخطى الصعاب ويبدع في مختلف المجالات، لتولد نماذجٌ شبابية فاقت التوقع وأبدعت في المجالات الريادية وحققت نجاحاً كبيرا.
محمد الهرباوي (29 عاماً) بكالوريوس محاسبة من كلية التجارة بجامعة الأزهر بغزة كان يحلم بوظيفة في مجال دراسته، ولكن نظراً للظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يعاني منها قطاع غزة لم يتمكن من الحصول على وظيفة، ففكر هو واثنين من زملائه بتكوين شركة خاصة بهم لينطلقوا في العمل الريادي، ويتحدوا شبح البطالة الذي يسيطر على الشباب في غزة.
استطاع محمد في عام 2013 أن يشقّ طريقه ويكوّن شركة "غولدن بيرد" للاستشارات وخدمات الدعم اللوجستي، وهي شركة مساهمة خصوصية محدودة تأسست عام 2013 بترخيص من وزارة الاقتصاد الفلسطيني وتُعنى بتقديم خدمات الاستشارات الإدارية وخدمات الدعم اللّوجستي وخاصة خدمات تنظيم الفعاليات والمؤتمرات والخدمات التجارية لقطاع المؤسسات العامة والخاصة في فلسطين.
يقول محمد مدير الشركة، لشبكة العودة الإخبارية «جاءت فكرة إنشاء الشركة عندما كنت متطوّعاً في مؤسسات المجتمع المدني حيث عملت كمنسق مشاريع، كذلك خلال الحفلات والفعاليات حيث كانت تفتقد إلى التنظيم بشكل متكامل؛ مما دفعني وزملائي للتفكير في إنشاء شركة متخصصة بتنظيم الفعاليات وتوفير جميع الخدمات التي تحتاجها المؤسسات».
بداية تكوين الشركة لم تكن بالأمر السهل نظراً للظروف التي يعاني منها القطاع، فكان لا بدّ لمحمد وشريكه إسحاق العوضي وأحمد أبو فياض أن يسعوا ويبحثوا عن من يدعم فكرتهم. ويضيف لشبكتنا «توجهنا إلى المؤسسات المعنية بريادة الأعمال داخل وخارج فلسطين، فجاء أمر بالموافقة على فكرتنا من الحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات "بكتي"، وحصلنا على تمويل بعد فوزنا بالمركز الأول في المسابقة».
ونجح محمد وشركاءه في العام الأوّل للشركة أن يضع لها بصمةً في قطاع العمل التجاري، حيث قام بتنفيذ حملة تسويقية ضخمة شملت كافة أنحاء قطاع غزة، كما أشار.
وفي عام 2014 وبعد العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة استطاع محمد أن يكمل نجاحه في تكوين الشركة رغم الخسائر المالية الكبيرة التي تعرضت لها الشركة، نتيجة توقف الحملة التسويقية والأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية الصعبة التي عانى منها القطاع.
لكن ثمة أمور كثيرة تواجه الشركة وتعيق عملها ومن أكبر تلك المشاكل الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة. يقول محمد «إننا بحاجة دائمة إلى معدّات وآلات للشركة لا تتوافر في القطاع، ونحن لا نتمكن من استيرادها بسبب إغلاق المعابر. كما أننا بحاجة إلى دورات تدريبية في مجال عملنا لتطوير قدراتنا واكتساب خبرات جديدة على يد خبراء ومتخصّصين في المجال الريادي، التي نفتقدها هنا في القطاع المنكوب.