مواد بناء من النفايات.. مشروعٌ عمليّ لثلاث مهندسات من غزة
رقية حسن- غزة
تقرير شبكة العودة
في مواجهة الحصار الاسرائيلي ومعاناة قطاع غزة من أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة، وصفتها تقارير دولية بأنها الأسوأ في العالم، يحاول الغزيّون ابتكار حلولٍ فريدة وغير مسبوقة لمشاكلهم وأزماتهم المتراكمة، التي تبدو مستعصية على الحل.
فقد وجدت ثلاث طالباتٍ فلسطينيات يدرسن الهندسة المدنية في الجامعة الإسلامية في غزة، حلاً عملياً لأزمة مواد البناء التي يعاني منها قطاع غزة. يتمثّل الحل بتحويل النفايات إلى مواد بناء، لتخفيف ندرة الإسمنت بسبب القيود على الاستيراد.
إذ تتحكم "إسرائيل" باستيراد مواد البناء إلى القطاع مما أدى إلى توقف معظم شركات المقاولات في المشروعات المعتمدة بشكل أساسي على مواد البناء من إسمنت وحديد وغيرها. فقد أدّت أزمة الإسمنت إلى تجميد مئات ملايين الدولارات المستثمرة في بناء مئات المشاريع المعماريّة التي لم يستكمل بناؤها بعد، فضلاً عن إرسال 30 ألف عامل إلى منازلهم.
فجاء إبتكار الشابات الثلاث كبصيص أملٍ للتخفيف من أزمة مواد البناء، كونه يتكوّن من مواد متوفّرة محلياً، إذ يتكوّن الخليط من 25% من نفايات الزجاج، و20% من رماد الفحم، و55% من الإسمنت.
وتقول الشابة أنغام المدهون لشبكة العودة الإخبارية «إنّ عدم وجود معامل لإعادة تدوير النفايات في غزة دفعنا للتفكير في استغلال الكمية الكبيرة من بعض مكونات النفايات وتحويلها إلى مواد بناء يستفيد منها أبناء المجتمع».
أمّا عن طريقة عمل تلك المواد تشير الشابة آية أبو حشيش، أنّه يتمّ العمل على تحويل مزيج نفايات الإسمنت إلى عجينة، ثم ضغطها في قوالب لتشكيل مكعبات صلبة، ثم يتمّ اختبارها للتأكد من أنها قوية ومقاومة للماء لاستخدامها في المباني.
وفي داخل مختبرات الجامعة الإسلامية قامت الفتيات الثلاث في التحقّق من مدى قوة وصلابة تلك المواد ليتبيّن بعد الفحص والتمحيص بكونها أقوى وأقل امتصاصاً للمياه...
ومع هذا الابتكار تكون غزة قد وجدت وسيلةً جديدة للتزوّد من الإسمنت والتخفيف من حدة فقدانه في الأسواق المحلية نتيجة الحصار، وبناء مشاريع جديدة، شرط أن يتمّ نقل ذلك المشروع خارج نطاق المختبرات التي أجرت فيها الشابات الثلاث تجاربهنّ، وأخذه على محمل الجد..
ففي الوقت الذي يعدّ فيه الإسمنت مادة أساسية في غزّة، فإنّ عدم توفّره لا يؤثّر على قطاع الإنشاءات وحده، بل ينعكس على معظم القطاعات المساندة مثل قطاع النقل والمواصلات الذي يعتمد عليها بشكل كبير، وحتى المطاعم والسياحة.