الفلسطينيون في الدنمارك... عن قرب
تقرير شبكة العودة الإخبارية
تدخل إلى العاصمة الدنماركية كوبنهاغن من مطارها عبر باب كُتب عليه "شينغن" أي للذين يحملون تأشيرة تؤهّلهم للتجول في الدول الأوروبية.. لا أحد في المطار يراقبك أو يختم جواز سفرك، لا شرطة ولا من يحزنون!
تخرج من المطار إلى منزل أحد الأقرباء، العاصمة كوبنهاغن مرتبة ومنظمة، الأشجار والأزهار في كلّ مكان، منازل جميلة بمواصفات هندسية رائعة وهدوءٌ يصاحبك أنّى توجهت..
تصل إلى منطقة سكنية تبعد عن المطار ثلاثين كيلومتراً. في هذه المنطقة يسكن عدد من اللاجئين الفلسطينيين القادمين إلى الدنمارك من لبنان، المنطقة عبارة عن ثلاثة أبنية أفقية متوازية، يبعد الواحد عن الآخر حوالي 40 متراً. يضمّ التجمع السكني هذا حدائق للأطفال مع ألعاب ومراجيح بالإضافة إلى ملعب لكرة القدم وكرة السلة..
في هذا التجمع مساحة من الأرض مفروزة لمن يريد الزراعة، وكثرٌ من الفلسطينيين تستأجر أرضاً ويزرعون الكوسى والملوخية والبصل والبندورة، وعندما يزيد الموسم يوزّع الفلسطينيون المحصول على بعضهم أو يضعونه في الثلاجات.
في كوبنهاغن ينقل الفلسطينيون عاداتهم، فالنساء يُكثرن الحديث حول الطبخ والسوق والملابس، والرجال يدخنّ النرجيلة في الحديقة، أو يصرخ على جارٍ له ليتناول معه القهوة، وكأنه في المخيم.
وبعض الفلسطينيين استفاد من إقامته في الدنمارك لتطوير نفسه، فهناك من تعلّم اللغة، وهناك من تعلّم الطب فبات يعمل في المستشفيات مثل الفلسطيني سعد شحبير، أو في الهندسة الإلكترونية أو في علوم الكمبيوتر مثل الفلسطيني محمد الحايك. ومنهم من دخل عالم التجارة ففتح المحال التجارية أو بات يستثمر في المطاعم أو يدير خدمات بعض الفنادق. ومنهم من دخل عالم المافيا والتهريب!
أمّا عن النشاط الثقافي الفلسطيني في تلك البلاد فينشط من خلال المنتدى الفلسطيني وتجمع الشباب الفلسطيني في أوروبا.
أمّا عن الوضع الاجتماعي للفلسطينيين في البلاد، فيشير أحد الشباب الفلسطينيين المتخصصين في الشؤون الاجتماعية إلى أنّ حالات الطلاق وصلت حدود ٢٥٪، فالأوضاع هناك تساهم في الشرخ بين الرجل وزوجته. فبعض الرجال لا يعملون ويفضلون البقاء في منازلهم، والزوجات يردن التخلص من قيود الزوج وأوامره، والقانون إلى جانبها، والسلطات تشجّع على الطلاق وتدفع للمرأة والأطفال مساعدات اجتماعية مضاعفة.. ما دفع بالبعض أن يتمنى لو لم يذهب إلى هناك أصلاً، أو يتمنى لو يستطيع أن يرجع إلى البلاد التي هاجر منها!