رحلاتٌ استكشافية لآثار غزة.. مبادرةٌ أولى من نوعها بقيادة نسائية
تقرير ديما عايدية- غزة
شبكة العودة الإخبارية
حبّ الآثار والعراقة والانتماء إلى تاريخ فلسطين دفع ناريمان إلى إطلاق رحلاتٍ استكشافية فريدة من نوعها في فكرة جديدة في قطاع غزة.
بداية فكرة ناريمان حمودة، مسؤولة مبادرة نشر الوعي الثقافي والتاريخي لآثار غزة، كانت في أيلول (سبتمبر) 2016، حيث كانت ناريمان من الأمهات المداومات في مركز القطان للطفل وتقول ناريمان لشبكة العودة الإخبارية «هناك برنامج في المركز اسمه دردشات يكون فيه أخصائي في مجال معين يلقي محاضرة للأمهات فاقترحت على مسؤولة البرنامج فكرة إعطاء الأمهات محاضرة عن آثار غزة وتم النقاش في الموضوع ولاقت الفكرة استجابة واستحسان المركز وتم تحديد موعد للمحاضرة الأولى في المبادرة ووجدت إقبال ممتاز».
وما زاد من دافع ناريمان لتنفيذ فكرتها هو ذلك الاستغراب الذي وجدته في أسئلة الناس حول وجود معالم أثرية في غزة، علماً أنّ عددها يُقدّر الـ220 موقع أثري.
ناريمان التي درست بكالوريوس تاريخ وآثار بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية قرّرت أن تجعل لفكرتها طريقاً لتُبصر النور بهدف توعية الناس حول المعالم الأثرية في غزة.. وتقول ناريمان «بدأتُ بمبادرة توعية وقمتُ بالبداية بعمل استبيانات في مناطق متفرقة من غزة الوسطى والجنوب والشمال كانت النتيجة أنه المناطق المعروفة فقط المسجد العمري وقصر الباشا وحمام السمرة، وخاصة أهالي الجنوب صدموا عند سرد المعالم الأثرية».
وعن رسالتها تضيف ناريمان «من خلال المبادرة للجميع أن بلدنا لها حق علينا وحقها علينا أن نعرف تاريخها الصحيح حتى نستطيع أن ندافع عنها فآثار غزة تعكس الحضارات التي عاشت في فلسطين وعاصرتها وتدحض كل الروايات لليهود بأن الأرض لهم آثارنا هي حضارتنا».
تحاول ناريمان تنويع الرحلات الاستكشافية والأماكن التي تتمّ زيارتها حيث تقوم بتقديم الشرح المفصّل عن تاريخ المكان الأثري ومناقشة الحضور والإجابة عن تساؤلاتهم. فمثلاً في البلدة القديمة في القطاع تزور ناريمان في رحلاتها أغلب المعالم المسجد العمري، كنيسة برفيريوس، مسجد كاتب ولاية، حمام السمرة، قصر حتحت الأثري، بيت العلمي للتراث الفلسطيني، سباط كساب والعلمي، مقبرة الإنجليز، مسجد ومقام علي بن مروان.
هذه المبادرة جذبت عشرات الناس للمشاركة في الرحلات الاستكشافية بعد أن نشر المشاركون في الرحلات صورهم وصور الأماكن السياحية في القطاع على مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع الكثير من الناس يتساءلون عن صاحب الفكرة والمسؤول عنها للمشاركة في الرحلات.
وعن طموحها تقول ناريمان «طموحي كبير لأنّ دراستي كانت من عشقي للآثار وتاريخ فلسطين، والارتباط روحي بيني وبين هذه الأماكن وأنّه واجبي الوطني لذلك أحلم أن أنشئ مؤسسة خاصة تهتم بالآثار وبالتوعية لتاريخ فلسطين وآثارها وتراثها وتشغل الخريجين من التخصص لعلنا نغير فكرة شبابنا بالهجرة والسفر وزدنا تمسكهم ببلدهم».