عامان على إطلاقه.. "مقهى جفرا" تجربةٌ شبابيّة فلسطينية تقود التغيير في "برج البراجنة"
هبة الجنداوي- بيروت
شبكة العودة الإخبارية
في مثل هذه الأيام قبل نحو عامين قرّر مجموعةٌ من الشباب الفلسطينيين في مخيم برج البراجنة في العاصمة اللبنانية بيروت، افتتاح منتدى اجتماعي ثقافي ورياضي للشباب تحت إسم "مقهى جفرا"، حيث يتلاقون فيه، ويجذب شباب لبنانيين وسوريين وأجانب إليه، مما يساعد على فكّ عزلته وفتحه على بيروت.
إستطاع "مقهى جفرا" منذ افتتاحه عام 2015 وحتى اليوم أن يجذب الكثير من الشباب لارتياده، وأن يجد لهم اهتمامات تشغلهم عن تمضية أوقات فراغهم في الشارع من جهة، ودمجهم في النشاطات الثقافية من جهة أخرى.
الشاب عمار حسين طالب في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية الدولية في بيروت، وجد في المقهى حضناً ثقافياً دافئاً يغذّي شبابه الغضّ ويأخذ بيديه ليكون ناشطاً وفعالاً في مجتمعه.. إذ يقول عمار في حديثه مع شبكة العودة الإخبارية «كنت في السابق أقضي أوقات فراغي في الشارع مع أصدقائي، أمّا مع افتتاح المقهى صرتُ أرتاده بشكلٍ متواصل، فتفاديتُ الكثير من المشاكل وتعرفتُ على بعض الشباب الواعي الذين كان لهم تأثيراً لا يُنسى على شخصيتي».
وفي وقتٍ بدأ الشباب الفلسطيني يعي بؤس وضعه في المخيم خاصةً في ما يتعلّق بالبنى التحتية المهترئة وعشوائية أسلاك الكهرباء وفوضى السلاح، أراد هؤلاء الشباب أن يجدوا مخرجاً لأنفسهم من هذه الحالة عبر أفكارٍ جديدة وإبداعية ليُحدثوا تغييراً ولو بسيطاً في مجتمعهم..
فإضافةً إلى الأمسيات الثقافية والشعرية، والعروض الموسيقية والمسرحيات والأفلام، ودورات التصوير والمونتاج والإعلام التي نظّمها المقهى للشباب برسومٍ رمزية للارتقاء بهم، واستضافةِ شخصياتٍ ثقافية وفنية معروفة كالشاعر اللبناني زاهي وهبة والفنان محمد عساف وشخصيات سياسية فلسطينية ومجموعات شبابية من جامعاتٍ لبنانية، فقد استطاع مؤسسو المقهى الشباب أشرف الشولي وأحمد إسكندر وجهاد موسى، أن يحقّقوا هدفاً آخر لخدمة سكّان المخيم يتمثّل بـ"فريق إطفاء"، بالتعاون والتنسيق مع الشاب والناشط في المخيم أحمد أبو زهدي.
ويشير الشاب جهاد موسى لشبكتنا، إلى أنّه «منذ فترةً قليلة تمّ تنفيذ مشروع مشترك مع مؤسسة الإنقاذ الدولية عملنا خلالها على تشكيل "فريق إطفاء" ليكون بمثابة دفاع مدني في المخيم لأوّل مرة، كما عملنا على طلي جدران المخيم وتجميلها».
ويأمل جهاد أن تُعمَّم فكرة المقهى على كافة المخيمات ليكون بمثابة غرفة عملياتٍ ينطلق التغيير إلى الأفضل من خلالها عابراً كافة أرجاء المخيمات الفلسطينية في لبنان.
هي أفكارٌ وأهدافٌ كبيرة وضعها الشباب على خارطة أعمالهم لتنفيذها وتحويل ذلك الملتقى إلى جمعية قادرة على تنفيذ كل تلك الأفكار في ما يخدم شباب المخيم وأهله.. فلا أحد من منظورهم محكومٌ بالإحباط والبؤس والعزلة..