في "سلوان" حربٌ صامتة سلاحها الاستيطان!
خاص العودة- القدس
لم تكن البنادق والرصاص السلاح الوحيد الذي يستخدمه الاحتلال الاسرائيلي في حربه ضد الفلسطينيين. ففي القدس، تدور حرب من نوع آخر. حرب صامتة سلاحها قوانين تعسفية لفرض تهويد القدس، لا تكاد قرية مقدسية تخلو من اختراق استيطاني.. وأبرزها قرية سلوان!
ولسلوان أهمية مزدوجة للإسرائيليين، سياسيًا ودينيًا، فهي بالنسبة إليهم مقر "دولة داود الأولى"، التي أقيمت قبل ثلاثة آلاف عام، كما أن قربها من الأقصى جعلها ذات أهمية استراتيجية، ما دفع أحد المسؤولين الإسرائيليين إلى القول إن "من يسيطر عليه المسجد الأقصى، سيسيطر على القدس برمتها".
سلوان هي القرية الأكثر التصاقاً بأسوار وأبواب القدس القديمة، من الناحية الجنوبية الشرقية المحاذية للمسجد الأقصى وحائطه الخارجي. وهي من القرى الكبيرة بفلسطين وأكثرها سكانًا في التاريخ المعاصر.
في البلدة عين ماء مشهورة "بعين سلوان" وفيها مواقع تاريخية هامة، وكانت مصدر مياه البلدة القديمة في القدس عبر التاريخ، وعبر قنوات بناها اليبوسيون (بناة القدس الأصليّون)، وما زالت آثارها قائمة حتى يومنا هذا.
ويبلغ عدد سكان سلوان التاريخية بدون حي الثّوري اليوم حوالي 55,000 نسمة، يحاذيها من الشمال المسجد الأقصى المبارك وسور البلدة القديمة من القدس الشريف وحي المغاربة الذي دمره الاحتلال بعد حرب 1967، ومن الغرب حي النبي داود وحي الثوري، ومن الجنوب أراضي بيت صفافا والتي أقيم عليها معسكر الجيش البريطاني وجبل المكبر، وعرب السواحرة الغربية، ومن الشرق قرى أبو ديس والعيزرية والطور.
صودرت أراضي خان السلاونة بعد حرب 67 وأقيمت عليها مستعمرة "معالي أدوميم"، كما وتقوم مجموعة من المؤسسات الاستيطانية الإسرائيلية ذات الأجنده السياسية اليمينية المتطرفة باستعمال القانون الإسرائيلي واستغلاله لمحاولة الاستيلاء على مساحات أخرى من مساحة البلدة وأهم هذه القوانين العنصرية قانون العودة اليهودي والذي يسمح بعودة اليهود الذين تواجدوا بفلسطين قبل احتلالها وحتى قبل الوجود الإسرائيلي بالإضافة إلى قانون حرس أملاك الغائبين والذي ينصّ على فقدان ممتلكات كل فلسطيني اضطرّ الخروج من فلسطين أو السفر أثناء احتلال القدس في عام 67.
ومن يزور هذه القرية يرَ بيوتًا متلاصقة ومركبة كقطع "الليغو"، بعضها فوق بعض.. لكن المشهد العام لسلوان يتغيّر فور تدقيق الناظر فيها، فتلتقط العين الأعلام الإسرائيلية، وهي ترفرف على بيوت متفرقة في القرية، الأمر الذي غيّر الطابع الفلسطيني لها!