في خان يونس عائلةٌ خارج دائرة الحياة منذ 16 عامًا
خاص العودة
"أتمنى من الله أن يعجل بقيام الساعة".. بهذه الكلمات المليئة بالأسى بدأ الوالد أبو أحمد من خانيونس بقطاع غزة حديثه عن ما يقاسيه من أوضاع اجتماعية صعبة في القطاع المحاصر.
أبو أحمد يبلغ من العمر 65 عاماً وهو أب لعائلة مكونة من 9 أفراد، يعيش جميعهم في غرفة واحدة لا تتجاوز عدة أمتار قليلة مغطية بألواح من "الزينكو" المهترئ.
بدأت معاناة هذا الرجل مع أسرته بداية عام 2001، بعد أن اضطرّ صاحب المزرعة التي يعمل بها إلى بيعها وبيع البيت الذي أعاره لأبو أحمد كي يسكن فيه مع عائلته بعد تعرضه لخسارة مالية، ليفقد المواطن مصدر رزقه الوحيد وكذلك المأوى الجيد الذي كان يعيش فيه مع أسرته ليجدوا أنفسهم فجأةً في الشارع!
لجأ أبو أحمد الى العيش في بيت أهله الصغير الضيق ولكن ما لبث أن ضاق البيت بأفراد الأسرة التسعة فاستأذن أهله بأن يبني غرفة على سطح منزلهم وهذا ما كان .. غرفة صغيرة لا تتجاوز عدة أمتار تتقاسم داخلها العائلة صغيرها وكبيرها شبابها وبناتها المأكل والملبس والمشرب.
تحدثت الأم المريضة بعينين دامعتين لتقول "ابني الكبير تجاوز عمره 30 عاماً واخوته الشباب ليسوا أصغر بكثير منه... لا نفكر في تزويجهم بقدر ما نفكر في توفير مكان لهم يأوون إليه".
"أتمنى لو أن فصل الصيف يمتد لطوال العام" هكذا قالت الأم رغم أنّ العيش في الصيف في مثل هذه الغرفة لا يكاد يُطاق خاصةً مع انقطاع الكهرباء المستمر، لكنها بررت قائلة "في فصل الصيف هناك إمكانية لأن ينام أبنائي الشباب خارج الغرفة على سطح المنزل وهذا يترك فسحة في الغرفة، أمّا في فصل الشتاء فتزدحم الغرفة وتصبح هي الملجأ الوحيد لنا، نظراً لانهمار مياه الأمطار وشدة البرودة التي تمنع أبنائي من النوم خارج الغرفة".
مش قادر أطعميهم، كيف بدي أعلمهم
في الأسرة ثلاثة طلاب اجتازوا مرحلة الثانوية العامة بنجاح ولديهم الرغبة في الالتحاق بالجامعات لكن الفقر يقف حاجزًا بينهم وهذه الأمنية كما عبر عن ذلك الأب وسط مشاعر الحزن تختلج صدره منذ بدء فصل المعاناة الذي امتدّ ل16 سنة.
للتواصل والاستفسار
فلسطين- غزة: 00970599540935
فلسطين- القدس : 00972522218368