«الحلقة العاشرة» من سلسلة يوميات لاجئ
بقلم الكاتبة ياسمين محمد- خاص العودة
كانت لحظات الطابور الصباحيّ تمرّ كالمعتاد الاّ أنّ صوتًا مألوفًا خاطب عليّ وأحمد بهدوء ووقار وطلب منهما التوجه معه نحو مكتبه.
جلس الطفلان بهدوء وريبة يتوقعان تأنيبًا وتوبيخًا عن ما حدث في اليوم الفائت..
ولكنّ ابتسامةً عريضةً قدّمت لهما قطعتين من الحلوى اللّذيذة، التي لطالما تحدث عليّ عنها وتباهى بأكلها في تلك الغرفة الزاهية الألوان سابقاً.
مرّت لحظاتٌ والأستاذ أمجد يبتسم محدقًا في لوحةٍ معلقة بجانبه مما لفت انتباه الإثنين فحدقا أيضا باتجاه اللوحة للحظاتٍ ثم عادا للنظر إليه من جديد وملامح الاستيعاب ظهرت على وجهيهما، وكأن الرسالة وصلت بدون كلام.
كانت تلك اللوحة من صنع الأستاذ أمجد نفسه وكان أهمّ ما توحيه للناظر إليها ذلك الشعور المختلط بالسعادة والرضى والرغبة في المسامحة وتصحيح الأخطاء، حيث تظهر الصورة قطة تطعم فأرًا صغيرًا وعلامات التعب والوهن باديةً على جسمه الضعيف النحيل.
فعليّ كما أحمد يدركان جيدًا أن الفأر هو فريسة القطّ المعهودة، حتى أنّ ملامح وجه توم وهو يلاحق جيري في المسلسل الكرتوني طمعًا بافتراسه وكلّ الحيل التي سلكها لإتمام هذه المهمة عبر عشرات الحلقات التي تابعها الاثنين بنهم وشوق لم تغادر مخيلة الطفولة أبدا!
وبعد حديث مطول مع الأستاذ أمجد تمّ الإتفاق على آلية مصالحة تنص على أن يجلس الإثنين على نفس المقعد في الغرفة الصفيّة لمدة أسبوعٍ كامل، وعلى أن يرافق عليّ أحمد خلال فترات الاستراحة لإتمام مشروع خاص بالإثنين، وتبرز جدواه بأن يكون قابلاً للتعميم على كافة تلامذة الصف.
ورغم كون الاعتذار الذي قدماه لبعضهما البعض مقتضبا إلاّ أنّ الأستاذ أمجد كان على دراية وثقة بأنّ طريقته في محاولة تعديل سلوك الطفلين ستنجح ولو استغرقت وقتًا طويلاً.
(يتبع)
#يوميات_لاجئ منكم ولكم.. تابعونا
لقراءة الحلقة السابقة: