"تجمع الخريجين الفلسطينيين في لبنان".. سلاح الشباب المتعلّم للعمل والصمود
هبة الجنداوي- بيروت
خاص العودة
من ينظر إلى تفاصيل حياة الشباب الفلسطينيّ في لبنان يجدها أقرب إلى ساحة معركةٍ لاستعادة الحياة. معركةٌ يستخدم الشباب خلالها الإبداع والأفكار الخلاّقة، سلاحًا للبقاء..
ومع ضيق الآفاق أمام الطلاب الفلسطينيين المتخرجين من الجامعات وصعوبة الحصول على عمل بعد سنوات من الدراسة، تداعت مجموعة من الطلاّب المتخرجين لتشكيل تجمّع لهم
يوحّد إطار تحرّكاتهم ويطرح همومهم وقضاياهم، فكان "تجمع الخريجين الفلسطينيين في لبنان".
تأسّس التجمّع في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان حديثاً، وامتدّ إلى مخيم البداوي في طرابلس وإلى العاصمة بيروت، ويعمل الشباب جاهدين لضمّ الخرّجين في مدينة صيدا وصور والشباب جنوبي لبنان.
العمل ضمن التجمّع يقسّم إلى أربع لجان، وهي اللجنة الإدارية ولجنة العلاقات العامة واللجنة الإعلامية، ولجنة المعلومات DATa Base. وفي حديثٍ مع شبكة العودة الإخبارية يقول عضو لجنة العلاقات العامة في التجمّع، المهندس محمد عبد الكريم، «فكرة التجمّع جاءت بعدما لمسنا سياسة التهميش للشباب الفلسطيني المتخرج من الجامعات، وعدم اكتراث الجميع لحالة الضياع التي يعيشها هؤلاء الشباب، الذين يعانون من البطالة نتيجة القوانين اللبنانية بحق العمل، والعائق الذي سببته "وثيقة السفر" أمام الحصول على تأشيرة عمل في الخليج العربي».
ويضيف عبد الكريم «قررنا نحن كمجموعة من الخريجين لمّ شمل جميع الخريجين الفلسطينيين العاطلين عن العمل في كافة مناطق لبنان، لنقول لمن لا يكترث لمستقبلنا "كفى، نريد حقنا في العمل ونريد الحصول عليه أينما كان».
إطارٌ مستقل
وكأيّ تجمّع أو ملتقى له أهدافه ورسالته التي يعمل لأجلها، إذ يهدف التجمع لوضع المرجعية الفلسطينية عند مسؤولياتها تجاه الخريج الفلسطيني والمساعدة في حلّ أزمته في عدم تمكّنه من الحصول على عمل، والتواصل مع كافة المعنيّين للضغط على الحكومة اللبنانية ووزارة العمل بإعطائهم الحق في العمل، والضغط على مكتب التوظيف بوكالة الأونروا في ممارسة الدور المنوط به لمساعدة اللاجئين في الحصول على عمل.
ولمّا كانت حالة الانقسام التي يعيشها الفلسطينون تشكّل واقعًا منفّرًا للكثير من الشباب في الانخراط بالعديد من الأعمال والتجمعات الفلسطينية، فإنّ أوّل ما رفعه شباب التجمّع هو "الاستقلالية" والعمل لأجل الشباب فقط، ما جعلهم أكثر ثقةً في دعوة المزيد من الخريجين الفلسطينيين، في المخيمات التي تعذّر عليهم التواصل معهم، للانضمام للتجمع عبر صفحته على موقع الفيسبوك "الخريجون الفلسطينيون"، حتى يتم شملهم في الإحصاءات التي يقوم بها التجمع لما فيه خدمة لهم.
مشروع طاقات
وسعى الشباب لتقديم بعض المشاريع والحلول التي تساهم في إيجاد فرص عملٍ لهم بشكلٍ خلاّق، ومنها "مشروع طاقات" المنبثق عن جمعية قطر الخيرية، وهو مشروع يستهدف الفلسطينيين نسبة لعدم السماح لهم بالسفر لدول الخليج.
مقترح المشروع قائمٌ على توظيف الشباب الفلسطينيين عن بعد ويستهدف المجالات التي يمكنها أن تعمل في هذه الحالة. حيث قاموا بتطبيق المشروع في قطاع غزه وهو الآن يوظف ما يقارب الـ 4000 شخص.
وقد اطّلع التجمّع من بعض المصادر أنّ القائمين على المشروع يخططون لتعميم التجربة على المخيمات الفلسطينية في لبنان، لذلك قام ومنذ حوالي الشهرين بتقديم دراسة أولية تتحدث عن أهمية هذا المشروع للمخيمات وضرورة العمل على تطبيقه بأسرع وقت، إلاّ أنّه لم يلقَ أيّ رد حتى الآن. إلاّ أنّ مساعي التجمّع في الضغط لإنجاح هذا المشروع لا تزال قائمةً باعتباره أحد الحلول الإبداعية لتوظيف الشباب الفلسطيني العاطل عن العمل.
ومع تلك المساعي التي لا تكنّ، تقول عضو العلاقات العامة في التجمّع، ريهام القدسي، لشبكتنا «أنّ الإطار يمشي بالطريق الصحيح ويعبّر عن مطالب كل الخريجين الفلسطينيين في لبنان، ولديه البرامج والتحرّكات التي يمكن لها الضغط وإيجاد الحلول للخريجين».
من جهته يؤكّد العضو في التجمع، سامر لوباني، «إننا إطار فلسطيني مستقل، وعلى مسافة واحد من كافة فصائلنا الفلسطينية ومراجعنا الوطنية، إلاّ أنّنا لسنا مستقلين عن الحبّ والانتماء للوطن، لذلك من الممكن أن نأخد من التجمّع فرصة لإعادة اللّحمة والبوصلة للشباب الفلسطيني في المخيمات، والمطالبة بعيش كريم يليق بنا».
ومع ندرة تواجد ذلك الصوت الواحد الذي يجمع صرخات الشباب الفلسطينيين لإحقاق الحق في إيجاد فرص العمل وتعزيز صمود الشباب في مخيمات اللاجئين الشاهدة على النكبة، يعاهد التجمّع الشباب أن يكون صوتهم الذي سيضمن لهم مستقبلاً تمنوه وسعوا إليه.
