أعلام الثقافة في فلسطين (10)
الراحل "أكرم زعيتر" خطيب فلسطين وقلمها..
شبكة العودة الإخبارية
"أكرم زعيتر" سيِّد من سادة المنابر، وأمير في فن البلاغة وضروب الفصاحة، وخطيب بارع نهل من أدب الجاحظ وأبي حيان التوحيدي وإبن حزم وخليل السكاكيني..
كان علامة وضّاءة بين المفكرين المناضلين أمثال شكيب أرسلان وعبد العزيز الثعالبي ومحمد عزة دروزة ومحمد علي الطاهر وجمال الدين الأفغاني وغيرهم، وكثيراً ما كان يوقّع مقالاته باسم «ابن البادية» أو «ابن الصحراء» مع أنّه ابن مدينة، تأكيداً لعروبته وجذوره العربية الخالصة.
بعد وفاة والده عام 1924 لم يتمكن زعيتر من إكمال دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت، واضطرّ شقيقه عادل الذي كان يستعدّ لنيل الدكتوراه في الحقوق من جامعة باريس إلى قطع دراسته فيها.
ومع ذلك، قلّما عرفت فلسطين شاباً مفعماً بالحماسة مثل أكرم زعيتر، فكان يناضل في جبهات كثيرة؛ في الصحافة والتظاهرات والجمعيات والأحزاب والوفود حتى لتحسبه واحداً في أمكنة شتى. وكان له شأن في تأسيس «جمعية الشبان المسلمين» في أيلول 1928.
لمع إسم أكرم زعيتر في التظاهرات التي اندلعت في المناطق الفلسطينية سنة 1931 بعد إعدام الشهداء الثلاثة فؤاد حجازي ومحمد جمجوم وعطا الزير.
في أثناء ثورة 1936 تولّى أمانة سر اللجنة الوطنية في نابلس، فاعتقل في سجن عوجا الحفير ثم في معتقل الصرفند، فكان أول من اعتقل وآخر من أفرج عنه، فلجأ إلى دمشق معقل الحركة الوطنية الفلسطينية آنذاك، وحضر مؤتمر بلودان، ثم انتقل إلى العراق ثم إلى اسطنبول، وتشرد في المنافي كثيراً..
عُين زعيتر سفيراً في الأمم المتحدة سنة 1962، ثم سفيراً في سوريا سنة 1963، فوزيراً للخارجية سنة 1966. وكان من نصيبه أن يصبح سفيراً في لبنان بين 1971 و1975.
تعرّض زعيتر للنيران الحارقة مرتين الأولى في فندق شيبرد في القاهرة، والثانية في منزله بالقرب من الأونيسكو في بيروت إبان الاجتياح الإسرائيلي عام 1982. وقد احترقت مكتبته التي كثيراً ما كان يقول عنها: «واحتي في بيداء الحياة».
أضف تعليق
قواعد المشاركة