أعلام الثقافة في فلسطين (3)

هند الحسيني.. رائدة التربية والاجتماع في فلسطين

منذ 9 سنوات   شارك:

"بتصرّف" من بحث للأديب حسني جرار

هند طاهر الحسيني.. مربية فاضلة، وامرأة مناضلة، كرّست حياتها لخدمة شعبها ورعاية الأيتام والفقراء وأبناء الشهداء، فكانت نموذجًا فريدًا للمربية والمعلمة والأم المخلصة لأمتها ووطنها.

وُلدت هند في القدس الشريف، درست في مدرسة البنات الإسلامية، وأنهت الدراسة الابتدائية عام 1932. والتحقت بالكلية الإنجليزية للبنات، وأنهت دراستها الثانوية عام 1937، ودرست آداب اللغتين العربية والإنجليزية عام 1938 دراسة خاصة.

عملت مدرّسة في مدرسة البنات الإسلامية لمدة سنة دراسية، وتوقفت عن التدريس إثر اندلاع الحرب العالمية الثانية لفترة قصيرة، ثم واصلت التدريس حتى نهاية العام الدراسي 1945.

في عام 1945 تركت مهنة التعليم وبدأت مرحلة العمل الاجتماعي التطوعي، حيث أنشأت جمعية التضامن الاجتماعي النسائي في القدس، والتي انتشرت فروعها في أنحاء فلسطين ووصل عددها إلى 22 فرعًا. فقد قامت مع مجموعة من النساء بدراسة لأحوال الأطفال في المدن والقرى التي وجدن فيها الأطفال مهمَلين، فقمن بتنظيم جمعيات محلية، وبساتين أطفال، ومراكز مكافحة أمية وتعليم خياطة في عدد من مدن وقرى فلسطين.

لمّا بدأت حرب 1948 وتقطّعت أوصال البلاد، توقّفت الجمعيات عن العمل وحدثت الكثير من المآسي، والتي كان أكثرها وحشيةً مذبحة دير ياسين. فقامت هند وبمساعدة عدنان التميمي بجمع 55 طفلاًً وطفلة من أيتام دير ياسين، ووضعتهم في غرفتين في سوق الحصر بالبلدة القديمة، ولم يكن في جعبتها يوم ذاك سوى 138 جنيهًا فلسطينياً، وآلت على نفسها أن تعيش بهم أو تموت بهم. فكانت تلك بداية تأسيس مؤسسة دار الطفل العربي في القدس عام 1948.

في عام 1961 تمكّنت من بناء الطابق الأول من بناية المدرسة، وفي عام 1970 تم بناء عمارة الأطفال من التبرعات. فتدرّجت مؤسسة دار الطفل العربي حتى أصبحت تشكّل حيًا تعليميًا كاملاً، يضمّ الحضانة وبساتين الأطفال، والمرحلة الإعدادية والثانوية، وقسم الكمبيوتر والسكرتير، ومكافحة الأمية، والخياطة والتدبير المنزلي.

شعر المجتمع الدولي بتجربة هند، وبدأ يدعوها لمؤتمراته، فشاركت في عدد من مؤتمرات خبراء التدريب المهني، ودور المرأة في النهوض بالمجتمع، والدراسات الاجتماعية، في لبنان ودمشق وعمّان.

حصلت هند على عدة أوسمة على نشاطها الاجتماعي الرّائد، ولمّا شعرت أنّها بحاجة إلى معلومات تربوية واجتماعية أوسع وأحدث لتعينها على حمل مسؤولية الأجيال، التحقت بجامعة هامبرغ ـ ألمانيا، ثلاث سنوات متتالية، ولمدة أربعة أشهر في كل سنة.

وبالإضافة إلى مسؤوليتها عن دار الطفل العربي، فقد شاركت هند في عضوية العديد من الهيئات الاجتماعية والتعليمية، فهي من مؤسسي جمعية المقاصد الخيرية في القدس، ورئيسة مجلس أمناء كلية الآداب للبناتـ جامعة القدس، وعضو مجلس إدارة جمعية المشروع الإنشائي، وجمعية اليتيم العربي، والفتاة اللاجئة، ومجلس أمناء جامعة القدس.

 



السابق

رئيس وزراء هولندي سابق يدعو لمحاكمة نتنياهو في لاهاي

التالي

النائب الهولندي "كوزو" يرفض زيارة نتنياهو لهولندا "على طريقته"


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزة.. حين انقلب التاريخ من مهبط الرسالات إلى مهبط الطائرات!

في الأزمنة البعيدة، كان الشرق الاوسط  قلب العالم، ونافذة السماء إلى البشر، ومسرح الوحي الذي غيَّر وجه التاريخ. على هذه الأرض مشت… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير