الحصار يهدد زوجات فلسطينيات في غزة بالطلاق

منذ 9 سنوات   شارك:

لا تزال آثار الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عشرة أعوام تبث الوجع في قلوب الفلسطينيين لتمتد وتهدد روابطهم الاجتماعية والأسرية، وتخلق المزيد من المعاناة والأزمات لمئات العائلات الفلسطينية في القطاع وخارجه.

وتمنع ظروف الاحتلال الإسرائيلي والحصار إضافة إلى الإغلاق شبه المتواصل لمعبر رفح البري على الحدود بين غزة ومصر مئات الزوجات الفلسطينيات من الالتحاق بأزواجهن خارج القطاع، مما يهدد بتفكك هذه العائلات.

الشقيقات الفلسطينيات شيماء وزينب وفاطمة نموذج لتشتت الأسر الفلسطينية في غزة، فإغلاق معبر رفح منذ منتصف العام 2013 وفتحه على فترات متباعدة لسفر الحالات الإنسانية فقط يمنعانهن من الوصول إلى أزواجهن بمصر.

وتمتزج مشاعر القلق والتوتر بكامل تفاصيلها في وجوه الشقيقات الفلسطينيات بينما كن يجلسن إلى جانب حقائبهن المتراكمة أمام بوابة معبر رفح في انتظار السماح لهن بالعبور إلى جانب المصري، فربما يكون الطلاق مصيرهن هذه المرة في حال لم يتمكن من الوصول لأزواجهن في القاهرة.

ومرت ثلاثة أعوام ونصف على عقد قران الشقيقات على أزواجهن في مصر دون أن يتمكن من الوصول إليهم بسبب ظروف إغلاق معبر رفح، وعدم مقدرتهن على الخروج من معبر بيت حانون- إيرز.

ويقول جبر جمعة -وهو والد الشقيقات الثلاث- للجزيرة نت "عقدت قران بناتي على أقاربهن في مصر في العام 2013 لكنهن لم يستطعن الخروج لإتمام بقية مراسم الزواج بسب إغلاق المعبر، كما أن أزواجهن لا يستطيعون الوصول للقطاع للسبب ذاته".

ويضيف جمعة "ناشدت جميع الجهات والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية والشخصيات الاعتبارية للسماح بسفر بناتي للالتحاق بأزواجهن في القاهرة إلا أن كل ذلك باء بالفشل، كما أني لا أملك المال الكافي حتى أدفع لمكاتب تنسيق وتسهيل السفر عبر معبر رفح".

وحاولت الشقيقات الثلاث مغادرة القطاع برفقة والديهن خلال أيام فتح معبر رفح قبل نحو شهرين إلا أنهن فشلن في ذلك باستثناء والدتهن التي تحمل الجنسية المصرية.

وما زالت الأم تنتظر وصول بناتها إليها في القاهرة لتتم مراسم زواجهن، إلا أن تعذر ذلك حتى اليوم جعل الأزواج يتذمرون، مما يهدد بانتهاء علاقتهم بزوجاتهم في حال استمر مكوثهن في غزة بسبب إغلاق المعبر.

ويقول والد الفتيات "إن أزواجهن ملوا الانتظار طوال أكثر من ثلاثة أعوام مضت دون جدوى، لذلك بدؤوا يفكرون بالانفصال إذا استمر الحال على ما هو عليه".

1500 زوجة

الشقيقات الفلسطينيات الثلاث لسن وحدهن اللواتي يواجهن هذه المعاناة، فإغلاق معبر رفح يحول دون سفر 1500 زوجة إلى خارج القطاع، بحسب تصريح سابق نشره وكيل وزارة الداخلية في قطاع غزة كامل أبو ماضي عبر صفحته في فيسبوك.

ويشير أبو ماضي إلى وجود أكثر من ثلاثة آلاف طالب، وثمانية آلاف من أصحاب الإقامات بالخارج، وخمسة آلاف مريض، بينهم حالات سرطان، إضافة إلى ستة آلاف من ذوي الجنسية المصرية ينتظرون السفر عبر معبر رفح.

الناطقة الإعلامية باسم مركز الإنسان للديمقراطية والحقوق أميرة شعت تقول للجزيرة نت إنه "مع ارتفاع نسبة العنوسة في القطاع بات إغلاق المعابر يحول دون خروج الفتيات الفلسطينيات لأزواجهن بدول أخرى، الأمر الذي يهددهن بالطلاق".

وتضيف شعت "الحصار المتواصل منذ عشرة أعوام وإغلاق معبر رفح بشكل متواصل منذ العام 2013 يجبران فتيات في غزة على دفع ضريبة الحرمان من الوصول إلى أزواجهن وأبنائهن، الأمر الذي يشتت شمل الأسرة ويعرضها للطلاق".

وتشير إلى أن عشرات الفتيات انتهى بهن المطاف إلى الطلاق بعد طول انتظار لعدم تمكنهن من مغادرة القطاع.

وتؤكد أن حرمان الفلسطينيين من حقوقهم في التنقل والسفر بحرية مناف للقانون الدولي لحقوق الإنسان، وتطالب الجهات الحكومية والإنسانية بتدارك خطورة الموقف في غزة، والسماح للفتيات بالخروج والتنسيق لتسهيل خروجهن ولم شمل عائلاتهن.


المصدر : الجزيرة 



السابق

"BDS" إيطاليا تطالب بطرد الاتحاد الاسرائيلي لكرة القدم من "الفيفا"

التالي

حفل في كندا يدعم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير