«ولد في غزة» وثائقي إسباني عن أطفال الحرب
يعاين الوثائقي الإسباني «ولد في غزة» المشهد المريع لمدينة غزة، بعد مدة من شنّ إسرائيل عدوانها الأخير عليها، ومن خلال الأولاد ينقل إلى العالم حالة الدّمار الرهيب الذي طاول الأرواح والأجـــساد، ولأنّهم يستحقونه أهدى المخرج هيرنان زن فيلمه إليهم.
براعتهم اللافتة في التعبير عن مشاعرهم أمام الكاميرا بكل عفوية وصدق سهلت على «ولد في غزة» نقل الكثير من قصصهم وتجاربهم في مواجهة الأوضاع الرهيبة، التي خلفها الاعتداء الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة عام 2014 وراح ضحيته نحو خمسمئة طفل فلسطيني وجرح أكثر من ثلاثة آلاف آخرين منهم.
سيستمر الوثائقي وفي كل فصل من فصوله بإثبات الأرقام والإحصائيات وكأنه لا يريد الاكتفاء بالصورة والكلام المعبر بل يريد اضافة مزيد من المعطيات المحايدة غير القابلة للدحض.
ويفتتح الوثائقي بمشهد يظهر فيه الطفل الفلسطيني محمد وهو يجمع القناني البلاستيكية وسط تلال القمامة التي تحيط بمدينته ومنها يحصل على رزق شحيح يؤمن به خبز عائلته اليومي. «الوضع الاقتصادي صعب جداً، ويتكرر مثل الحرب علينا كل عامين متتاليين تقريباً، نجوع فيها ونخسر أرواح أصدقائنا وأهلنا».
ويثبت الوثائقي حقيقة تقول إن «80 في المئة من سكان غزة في حاجة الى مساعدات كي يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة، فالبطالة ارتفعت أربعة أضعاف خلال العشرين سنة الأخيرة واليوم تتجاوز نسبتها 45 في المئة بين القادرين على العمل، ناهيك عن المساعدة النفسية التي يحتاجها الأطفال خصوصاً».
كما يسجل الوثائقي حالات انهيار نفسي ومحاولات انتحار بين أطفال غزة دفعت الأطباء وحتى الأطفال أنفسهم إلى مناشدة المعنيين بنقلهم للمعالجة في الخارج فوجودهم في المكان الذي سبب لهم الخوف لا يسهل عملية شفائهم نفسياً، بل يزيدها تعقيداً.
المصدر: الحياة
أضف تعليق
قواعد المشاركة