قضايا اللاجئين الفلسطينيين.. وجهة نظر مسيحية
عقدت في مقر الرابطة المارونية ندوة تناولت دراسة زياد الصائغ بعنوان: «تصوُّر حلول عملانيَّة لقضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان - وجهة نظر مسيحيَّة».
قدم الوزير السابق ميشال اده لمحة تاريخية لأساس نشأة الصراع العربي الاسرائيلي. وأشار الى انه، باستثناء لبنان، فالفلسطينيون «مضطهدون في كل البلدان العربية. وعلى الرغم من ئلك فهم لا يحملون السلاح الا في بلدنا«. واعتبر ان الحلول التي طرحها الكاتب جيدة لكنها لا تجوز في ظروف لبنان الحالية، داعيا الى عدم اعطاء اي حقوق للاجئين الفلسطينيين خصوصا وان المواطن اللبناني حقوقه منتقصة فضلا عن كارثة اللاجئين السوريين المستجدة. كما حذر اده من خطورة اعطاء جوازات سفر فلسطينية للاجئين بعد اعلان دولة فلسطين. ورأى رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السابق، خليل مكاوي، انه يجب التوقف عند الدراسة لسببين: الأول لأنَّها الأولى العلمية والموضوعية التي تتناول مسألة الوجود الفلسطيني في لبنان وانعكاساته على الوضع الداخلي وامتداداتِه الإقليميَّة والدَّوليَّة كما كيفية تفاعل اللبنانيين تجاهه. أما السبب الثاني، فهو تشجيع الرأي العام المسيحي الممثل برجال الدين والسياسة والناشطين في المجتمع المدني على مقاربة هذه القضية من منظار وطني بعيداً من ديماغوجيَّات مغلقة كانت تتحكم في مجتمعنا بالإستناد إلى إنتماءاتٍ حزبيَّةٍ أو طائفيةٍ أو مذهبيَّة. فالدراسة بلورت موقفا مسيحياً أصبح على بينة من الحقائق الموضوعية التي تخص الوجود الفلسطيني في لبنان ما يساهم في بناء موقف وطني جامع عند كل اللبنانين يؤمن المصلحة اللبنانية ويعطي الفلسطينيين حقوقهم في حياة كريمة كلاجئين، كما إنهاء حالة «العسكرة» الفلسطينيَّة خارج وداخل المخيمات بالكامل، والبدء بعمل ديبلوماسي منهجي تأخَّر كثيراً لدعم حق العَودة.
ورأى مكاوي ان سياسة دفن رأس لبنان في الرِّمال في مواجهة الإنعكاسات الوجوديَّة لقضيَّة اللاجئين الفلسطينيين على لبنان لا تُفيد، وقد أُضيفت اليَوْم قضيَّة اللاجئين السوريين، والتي يبدو أنَّ لبنان يرتكب فيها نفس خطأ التغاضي عنها أو الإنقسام حولها كما جرى في قضيَّة اللاجئين الفلسطينيين.
وتحدث الصائغ فاعتبر ان سبب المشكلة هو غياب اي استراتيجية وطنية لتنظيم وفود اللاجئين الى لبنان ووجودهم فيه، معتبرا ان الدمج القانوني والمجتمعي التدريجي يجب ان نتفاداه بقرار وطني جامع بمعايير محددة. ودعا الى ترتيب البيت الداخلي اللبناني لمواجهة المؤمرات الخارجية ضدنا والتي تعمل لابقاء الفلسطينيين في لبنان خصوصا في ظل ازمة اللاجئين السوريين الحالية والتي لا نعرف متى تنتهي، واسف لعدم تعاطي الدولة بجدية مع حجم الازمة خصوصا وانه حتى اليوم لم تسمّ اي حكومة وزيرا لشؤون اللاجئين رغم بلوغ عددهم نحو مليونين بين سوري وفلسطيني.
المصدر: المستقبل
أضف تعليق
قواعد المشاركة