تداعت المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى موجة اعتصامات عارمة، احتجاجاً على تقليصات "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا" بحق أهالي المخيمات والتي كانت سبباً بوفاة المواطنة الفلسطينية عائشة حسين نايف من مخيم برج الشمالي، بعد أن امتنعت "الأونروا" إعطاءها تحويلاً الى مستشفى آخر، بالإضافة الى رفضها تسديد تكاليف علاجها"، وهو ما دفع أيضاً الفلسطيني محمد عمر خضير (23 عاماً) أن يضرم النار بنفسه في منزله، لعدم تمكنه من دفع تكاليف الاستشفاء في المخيم، جراء إصابته بمرض "التلاسيميا"، وقد نقل الشاب خضير إلى مستشفى "جبل عامل" في صور، حيث تستدعي حروقه البالغة العناية الفائقة والمركزة.

برج الشمالي

ففي مخيم برج الشمالي، قامت عائلة نايف بإغلاق مكتب "الأونروا" والعيادة والمدارس صباح اليوم الموافق، ودعت أهالي المخيم إلى الاعتصام.

وأفاد أقارب الفقيدة لـ"وكالة القدس للأنباء" إلى أن نايف كانت تعاني من مرض السكري، ومن إعاقة جسدية نقلت الى مستشفى "جبل عامل"، وبعد إعطائها دواء، أخرجوها بعد أن أكدوا انها بصحة جيدة، ثم عاودت الدخول الى مستشفى "حيرام" في اليوم التالي، فوضعوا لها أوكسجين وبعض الأدوية واكتفوا بذالك.

وأكدوا أن "دكتور "الأونروا" تكتم عن خبر وفاتها، وقد طلب من أخيها(نايف حسين نايف) الدفع للمستشفى فرفض أن يدفع، وقال لهم أنها توفيت، لكن الطبيب لم يعترف بوفاتها، فذهب نايف الى الطبيب المشرف على علاجها وقال له توفيت البقاء لله".

وأوضحوا أنه "بعد رفض "الأونروا" الدفع للمستشفى، دعا أهل الفقيدة الى الاعتصام والإضراب العام، فاجتمع أهالي المخيم وأكدوا أنهم سيتجهون إلى التصعيد إن لم تتراجع "الأونروا" عن قراراتها". واعتبر أهالي مخيم البرج أن كل المراكز العامة في المخيم هي ملك لكل الشعب الفلسطيني في المخيم، كما أن التظاهر والاعتصام هو حق لهذا الشعب.. متمنيين على المعتصمين عدم التعرض لها وعلى الطواقم العاملين فيها لأنهم جزء لا يتجزء من شعبنا، وليس لديهم دخل في ما يتعلق بتقليص الخدمات. كما طالبوا القوة الأمنية بتوفير حماية خاصة لتلك المراكز.

وقال المواطن محمود طه لـ"وكالة القدس للأنباء"، أن جميع الفصائل والجمعيات الفلسطنية ستدعم التحرك الشعبي، وأعلنوا يوم الخميس إضراباً عاماً لجميع مؤسسات "الأونروا" وإن لم تتجاوب سنتجه الى بيروت.

عين الحلوة

أما في مخيم عين الحلوة، فقد أغلق وفد من اللجان الشعبية الفلسطينية بمخيمات صيدا مكتب مدير خدمات الأونروا في المخيم، وإخراج الموظفين منه.

وأشار الشيخ ابو اسحاق المقدح، ان ما تقوم به الأونروا من تقليص للخدمات هو عمل غير مسؤول وظالم وسيجعلنا نتحرك بكل الإتجاهات حتى يتراجع المدير العام عن قراراته الجائرة.

نهر البارد

وفي مخيم نهر البارد، قام الحراك الشعبي في بإغلاق كامل لجميع مؤسسات "الاونروا" في المخيم من مدراس ومعهد سبلين وعيادة ومكتب مدير المخيم والشؤون، وذلك رفضاً لتقلصات الأونروا" في المخيمات الفلسطيينة في لبنان وتقليصها في مخيم نهر البارد، وتضامناً مع مخيم برج الشمالي.

وقال مسوؤل الحراك الشعبي في المخيم محمد معاري لـ"وكالة القدس للأنباء":" قمنا اليوم بالاغلاق تضامناً مع مخيمات لبنان، وما يجري بها من تقليصات وأن الوجع الكبير هو مخيم نهر البارد بسبب الإعمار وبدل الايجار وخطة الطوارئ، ونحن حذرنا كل المرجعيات من سياسة الأونروا الخطيره، واليوم نعلن إغلاق كافة مؤسسات "الاونروا" حتى تستجيب لمطالب المخيمات ومطالب أهالي مخيم نهر البارد".

الرشيدية

وفي مخيم الرشيدية، قام وفد من اللجنتين الشعبية والأهلية في المخيم بإقفال مكتب مدير المخيم ومكتب شؤون الخدمات الاجتماعية أسوة بما يجري في المخيمات.

المصدر: وكالة القدس للأنباء