شباب يستشعر نبض الانتفاضة الفلسطينية
"الملتقى الشبابي الفلسطيني الأول في هولندا" إطارٌ لشبابٍ أقدر على صنع التغييرات
تقرير هبة الجنداوي
100 يوم ونيّفٍ مرّت على اندلاع الانتفاضة الشعبية في القدس والضفة الغربية المحتلتين، ارتقى خلالها نحو 150 شهيد وآلاف الجرحى.. في تلك الانتفاضة يريد الاحتلال الاسرائيلي أن يُري دول العالم المختلفة الأحداث بعيون إسرائيلية، لكن في الجانب المشرق هناك شباب فلسطينيّ يستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه في كلّ مكان تواجد فيه، ورغم كلّ الآلام المحيطة به.
وعلى الرّغم من تلك المسافات التي تفصل هؤلاء الشباب عن أرضهم وما يدور على رحاها من انتفاضة شبابية، إلاّ أنهم يعتبرون أنفسهم امتداد لذلك الشباب الذي يقف في وجه الاحتلال، وبالتالي يترتب عليهم تقديم شيء من الدعم حسب ما تتيحه لهم ظروف كلّ بلد يتواجدون فيه.
وانطلاقاً من ذلك تنادى عدد من الشباب الفلسطيني في هولندا لعقد ملتقى شبابي فلسطيني في البلاد هو الأول من نوعه، في 16 كانون الثاني (يناير) الجاري، حيث يجمع الشبان الفلسطينيين المتواجدين في هولندا ممن تترواح أعمارهم بين 18 و35 سنة، منهم المولود في هولندا أو المتوافد إلى البلد منذ مدة، أو حديثاً خاصة من فلسطينيي سورية، الذين بدأوا ينفضون عنهم غبار اللجوء للعمل لأجل قضيتهم في القارة الأوروبية.
ومن أهم الأهداف التي يعمل القائمون على الملتقى تحققيقها هي إطلاق "تجمع الشباب الفلسطيني في هولندا". وفي حديث مع شبكة العودة الإخبارية يقول رئيس التجمع أحمد سكينة «نحن نعدّ لهذا الملتقى منذ فترة، وسيكون مناسبة للإعلان الرسمي عن إطلاق التجمع، الذي هو بطبيعته فرع من تجمع الشباب الفلسطيني في أوروبا».
ويضيف سكينة «التجمع هو إطار شبابي فلسطيني إجتماعي سياسيّ، يعمل على تأطير الشباب الفلسطيني المتواجد في هولندا والنهوض بطاقاته بما يخدم قضيته الفلسطينية. وبناء روابط التواصل بين الأجيال الفلسطينية الشابة في البلاد. وفي نفس الوقت يحاول تذليل الصعوبات التي يواجهها الشباب الفلسطيني المتواجد داخل هولندا، بما يضمن حماية هويته الفلسطينية من الذوبان والاندماج داخل المجتمع الهولندي».
ومن أهم الفقرات التي سيتخللها الملتقى ندوة بالتعاون مع مجلس العلاقات الفلسطينية الأوروبية، يسعى القائمون من خلالها لإطلاع الشباب الفلسطيني على آفاق العمل السياسي والشعبي الفلسطيني داخل القارة الأوروبية. بالإضافة إلى فيديو قصير عن أهم ما قد يُطلب من الشباب لمقاطعة بضائع الاحتلال التي يصدّرها إلى أوروبا. والوقوف بوجه البروباغندا الصهيونية التي تزيّف الحقائق، وتتغلغل في أنسجة المجتمع الأوروبي، بحيث تتحكم في قراراته السياسية والاقتصادية والإعلامية وغيرها.
ومع وجود مساحة كبيرة من الحريات والتعبير عن الرأي في تلك البلدان، يجد الشباب فيها فضاءً واسعاً للتحرّك والتواصل مع المؤسسات الفلسطينية وغير الفلسطينية الداعمة للقضية. ويقول سكينة لشبكتنا «نودّ أن نستفيد من قوانين هذه البلدان لنقوم بمجموعة من الأنشطة كالملتقيات والمؤتمرات والوقفات، التي يمكن أن نشكّل من خلالها إطار ضاغط على مصالح الاحتلال، من خلال إحداث تغيير في مذاج المجتمع الهولندي وموقفه من القضية الفلسطينية».
لقد اتّضح فعلياً أنّ الشباب الفلسطيني هو الأقدر على صنع المتغيرات، خاصةً في ظل المنعطفات الحاسمة للقضية الفلسطينية. فعندما يضيق الأفق السياسي على السياسيين وغيرهم، يبقى الشاب الفلسطيني الأقدر على إخراج القضية من مآزقها.. والانتفاضة الشبابية في القدس والضفة، خير دليل.
أضف تعليق
قواعد المشاركة