الأزمة المالية تفرض على «الأونروا» نظاماً استشفائياً جديداً
كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«المستقبل» ان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا اتخذت مؤخرا قرارا بتطبيق نظام جديد للإستشفاء بالنسبة للاجئين في لبنان، وان هذا النظام يظهر نسبيا مدى تأثير الأزمة المالية التي تمر بها الوكالة على الخدمات التي تقدمها للاجئين. وبحسب هذه المصادر فان النظام الجديد الذي يتوقع ان يتم اعتماده من قبل قسم الصحة التابع للوكالة مع بداية العام الجديد يقضي اولا بإلزام كل لاجئ يريد ان يستفيد من الخدمة الطبية والاستشفائية عبر الأونروا بدفع نسبة من قيمة الفاتورة تراوح بين 5% في مستشفيات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني و15% في المستشفيات الحكومية ، وبالمقابل سيتم رفع نسبة تغطية الوكالة للعمليات الجراحية في المستشفيات الخاصة.. والمفارقة التي يحملها النظام الاستشفائي الجديد للأونروا بحسب المصادر نفسها هو تعليق نسبة تغطية الاستشفاء بالنسبة للفلسطينيين المجنسين لبنانيين او الفلسطينيين الذين يحملون أي جنسية ثانية والذين كانوا يستفيدون من هذه التغطية من خلال ما يسمى «كارت الاعاشة» الذي بقي بحوزتهم حتى بعد حصولهم على الجنسية غير الفلسطينية. وقابلت اوساط فلسطينية هذه الاجراءات الجديدة من قبل الوكالة بتساؤلات هي اقرب الى المخاوف من ان تكون مقدمة لمزيد من التقليص والتخفيض في الخدمات ومن ان يشمل ذلك بطبيعة الحال قطاعات اخرى مثل التعليم والخدمات الاجتماعية.
شمالي في صيدا
وفي زيارة هي الثانية له لمدينة صيدا في غضون شهر واحد ، حرص مدير عام الأونروا في لبنان ماتياس شمالي على استباق تجديد عقود الوكالة مع المؤسسات الاستشفائية وتطبيق النظام الجديد مطلع العام بزيارة تفقدية لعيادات الأونروا في صيدا ومخيماتها وبعض المستشفيات التي تتعاقد معها الوكالة في المدينة لاستقبال ومعالجة المرضى الفلسطينيين على نفقتها.
ورافق شمالي في الجولة مساعدته سارول شاردومينز ورئيس برنامج الصحة في الأونروا في لبنان ناجح الصادق ومسؤولة الاعلام والتواصل زيزيت دركزلي ومدير منطقة صيدا الدكتور ابراهيم الخطيب ومدير قسم الصحة في صيدا عبد شناعة ومدير مخيم عين الحلوة عبد الفاخر السعدي.
استهل شمالي جولته بزيارة لمستشفى صيدا الحكومي حيث التقى رئيس لجنتها الادارية الدكتور هشام قدورة بحضور عدد من اعضاء اللجنة. وجرى خلال اللقاء التأكيد على استمرار التعاون بين المستشفى والوكالة خاصة بعد تجديد التعاقد بينهما. ثم تفقد شمالي عيادتي الأونروا في مخيم المية ومية وعين الحلوة قبل ان ينتقل الى العيادة الرئيسية للوكالة في مدينة صيدا والتي تقدم يوميا خدمات لحوالى 46 الف لاجىء في المدينة وضواحيها. حيث جال على اقسامها واطلع عن قرب على حسن تقديمها للخدمات والمعاينات والعلاجات الطبية للاجئين، واستمع من الاداريين والأطباء القيمين عليها على سير العمل. كما زار شمالي مستشفى حمود الجامعي للغاية نفسها.وقال اثر الجولة: زرنا اليوم كل العيادات الصحية التابعة للأونروا في صيدا وقابلنا ادارات مستشفيات لنا معها عقود. والهدف الأساسي ان نطلع عن قرب على عملنا الصحي وكيف يمكن ان نفعّله .. والانطباع الأول ان لدينا طاقما طبيا وصحيا يقوم بعمل طبي رائع كل يوم وكل عيادة لديها فريق عائلة طبي يتعامل مع العائلات بشكل محترف. لكن المشكلة الأساسية هي عمليا التكلفة العالية، فعيادة الأونروا في صيدا مثلا مستأجرة ونحن تحت ضغط الايجار الغالي. فالاستشفاء في لبنان كما تعلمون مكلف وميزانيتنا كمنظمة اونروا محدودة لذلك نسعى لايجاد طرق لمساعدة الناس على الحصول على الخدمات في اطار الميزانية المحدودة.
ورداً على سؤال حول مدى انعكاس الهجرة غير الشرعية للفلسطينيين السوريين على استمرار تقديمات الوكالة قال: ليس لدينا ارقام دقيقة كاونروا لعدد اللاجئين الفلسطينيين السوريين الذين هاجروا وتركوا لبنان ولكن اقول ان هذه الهجرة موجودة، وحتى الآن لا دليل على ان تناقص العدد اثر على الخدمات بشكل سلبي بل على العكس الدول المانحة في لبنان تحاول ان تزيد مساعداتها للنازحين السوريين.
أضف تعليق
قواعد المشاركة