قلنديا.. حاجز "مشتعل" داخل مخيم صامد يتحدى غطرسة الاحتلال
واحد من أقدم المخيمات الفلسطينية التي تأسست على الأراضي المحتلة، بعد نكبة عام 1948، التي تهجر منها أجدادنا من بلادهم إلى البلاد المجاورة.
مخيم قلنديا للاجئين، أسسته عام 1949 وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) على أرض استأجرتها من الحكومة الأردنية، وتبلغ مساحتها 253 دونم مربع على مساحة 11 كيلومتر إلى الشمال من مدينة القدس المحتلة.
وتعود أصول اللاجئين في المخيم إلى 52 قرية وبلدة تابعة لمناطق اللد والرملة وحيفا والقدس والخليل، ويبلغ عدد سكانه ما يقارب 24 ألف لاجئ.
وتحيط بالمخيم أربع قرى مقدسية، وفق ما ذكر مركز قلنديا الإعلامي "للرسالة نت"، وهي: الرام من الجنوب، مخماس من الشّرق، كفر عقب من الشّمال، وقلنديا التي سُمّي المخيم على اسمها من الغرب ، ويمر الطريق الرئيسي الواصل بين القدس ورام الله في المخيم. كما يحاصره جدار فصل عنصري ومستوطنة اسرائيلية هي "كوخاف يعقوب".
ويقع المدخل الرئيسي لمخيم قلنديا مقابل مدخل شارع المطار الذي أنشأته دولة الاحتلال على جزء كبير من الأراضي التي سيطرت عليها. وتعتبر (اسرائيل) منطقة المخيم جزءا من بلدية القدس الكبرى ، وقد تم استثناء المخيم من مرحلة إعادة الانتشار عام 1995، ولا يزال المخيم واقعا تحت السيطرة الإسرائيلية حتى اليوم.
ويضيف مركز قلنديا الإعلامي، أن المخيم يضم معبرا يعد من أكبر الحواجز العسكرية في الضفة المحتلة وتم انشاؤه في الانتفاضة الثانية عام 2000 م على أراضي قلنديا، التي تمت السيطرة عليها. حاجز إذلال وكان المعبر في البداية كان عبارة عن أسلاك شائكة ومكعبات اسمنت وفي كل فترة كانت (إسرائيل) تعمل تغييرات وتطويرات إلى أن بات شبيها بمعبر "إيريز" -الذي يفصل غزة عن (إسرائيل)- وذلك بوضع أقفاص وكاميرات مراقبة وبوابات دوارة والكترونية وماكنات لتفتيش الحاجات الخاصة بالمواطن الفلسطيني.
وفي السياق ذاته، وصفت الشابة لبنى سلطان -من سكان المخيم- حاجز قلنديا بأسوأ الحواجز الإسرائيلية على الإطلاق، قائلة خلال حديثها "للرسالة"، إنه من أكثر المعابر إذلالاً للمواطنين ومصدر معاناة للطلاب والموظفين والعمال والمرضى الذين يتلقون الخدمات العلاجية في القدس.
وأشارت الشابة لبنى في حديثها "للرسالة نت" إلى أنه في الآونة الأخيرة خاصة مع أحداث انتفاضة القدس، يشهد الحاجز أزمات مرورية خانقة على جميع المسارب، وفي بعض الأحيان يتم اغلاقه بالكامل، وشل الحركة على كل الاتجاهات، لافتة إلى أن الأمر لا يقف على أهالي القدس من حملة الهوية الزرقاء بل يتعدى إلى أهالي الضفة من حملة التصاريح، والذين يضطرون لعبوره للعلاج في مدينة القدس المحتلة أو العمل، حيث يتعمد الجنود تأخيرهم وحجزهم لساعات بحجة الفحص الأمني.
جزء من القدس "صامد" وبسبب وجوده في منطقة تماس مع الجيش الإسرائيلي، فإن الحاجز يشهد كل جمعة مواجهات دائمة ومظاهرات احتجاجية ضد الاحتلال، تشارك فيها اعداد كبيرة من الشباب والمسؤولين في مناسبات وطنية مختلفة، وفي أغلب الأحيان يتم قمعها من جنود الاحتلال، بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع والغازية، تتخللها حملات اعتقال للشبان المشاركين.
وقد جعلت تلك المظاهرات المتكررة أهل المخيم هدفاً للعقاب الجماعي من قبل سلطات الاحتلال التي كثيراً ما تحتل أسطح بيوتهم لقنص المتظاهرين.
وبحسب مركز قلنديا الإعلامي، فإن المخيم قدم عددا من الشهداء منذ الانتفاضة الأولى عام 1987، حيث بلغ عددهم منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا 57 شهيدا، مبينا أنه يعتبر جزءا لا يتجزأ من مدينة القدس.
وأضاف المركز "الوضع في مخيم قلنديا يزداد سوءا عاما بعد عام، وذلك لسهولة وصول قوات الاحتلال إليه، والاعتداء على اهله وممتلكاتهم خاصة لقربه من الحاجز، ولانخراط المخيم بشكل عام في النضال الفلسطينيّ لأجل التحرر الوطني".
ومما يساعد في سهولة اقتحامه أنه محاط بعدة مداخل ومفتوح على بعضه البعض مما يسهل محاصرته وشل الحركة فيه كما حدث في الاعتداء الاخير عليه الأسبوع الماضي، وراح ضحية المداهمة الشهيدان أحمد أبو العيش وليث مناصرة، في مواجهات وقعت بعد اقتحام قوات الاحتلال لهدم منازل منفذي العمليات في المخيم.
أضف تعليق
قواعد المشاركة