البلدة القديمة محاصرة ويمنع الفلسطينيون عنها وإجراءات صارمة حول الأقصى
شهدت مدن الضفة الغربية كافة حالة أشبه بحرب شوارع، بكل ما في الكلمة من معنى، بين المستوطنين مدعومين بجيش الاحتلال، والمواطنين الفلسطينيين العزل. كما نفذت عمليتان فدائيتان في القدس المحتلة استشهد فيهما منفذاهما مهند حلبي وفادي علون. كما قتل وجرح عدد من الإسرائيليين إثر عملية الطعن التي نفذها الشهيد حلبي في القدس المحتلة.
ومنذ تنفيذ عملية بيت فوريك الفدائية قرب نابلس التي قتل فيها ضابط إسرائيلي كبير وزوجته يواصل المستوطنون اعتداءاتهم على قرى محافظة نابلس بشكل خاص وشمال الضفة الغربية بشكل عام، ويواصلون قطع الطرق بين رام الله ونابلس وجرف حقول الزيتون كما شهدت ساعات ليل الأحد اعتداء للمستوطنين في منطقة بيت إيل «أحد مداخل رام الله» على منازل فلسطينية قريبة، تم التصدي لها. كما شهدت قرى الخليل اعتداءات عدة ارتكبها عدد من اليهود ضد أهاليها.
أما في القدس المحتلة فقد عزلت سلطات الاحتلال البلدة القديمة عن محيطها وسط استباحة اليهود لأهالي البلدة وطاردوا العديد منهم وهتفوا «الموت للعرب». وتم كل ذلك تحت حماية جيش وشرطة الاحتلال.
وأعلنت شرطة الاحتلال في القدس وفي خطوة نادرة أنه سيسمح بدخول البلدة القديمة في القدس خلال الأيام المقبلة فقط لمواطني إسرائيل والسياح والفلسطينيين الذين يقيمون او يتعلمون او يديرون مصالح تجارية في البلدة. وجاء انه «تم اتخاذ هذا القرار في أعقاب الوضع الأمني في القدس والعملية الصعبة التي وقعت في البلدة القديمة وفي ختام مشاورات أجرتها القيادة السياسية والشرطة والقيادة الأمنية».وسيسمح بدخول المسلمين إلى الحرم القدسي من جيل 50 عاما وما فوق فقط بينما لم يتم تقييد جيل النساء. وسيتم إغلاق كافة أبواب الحرم والسماح بدخول المصلين من باب الأسباط فقط.
وخلال اثنتي عشرة ساعة شهدت القدس عمليتي قتل شابين فلسطينيين، الأول مهند الحلبي من سكان مدينة البيرة الذي استشهد في شارع الواد داخل البلدة القديمة خلال عملية طعن وإطلاق رصاص في شارع هاغاي في البدة القديمة، أسفرت عن مقتل مستوطنين أحدهما حاخام في الجيش. والثاني فادي علون أعدم بدم بارد خلال محاولته الهرب من المستوطنين بعد اعتدائهم عليه ومحاصرته خلال توجهه إلى عمله.
وأبرزت الصحف العبرية أنه قبل يوم واحد من خروجه لتنفيذ العملية في البلدة القديمة في القدس كتب الشهيد حلبي على صفحته في الفيسبوك إن «ما يجري للأقصى هو ما يجري لمقدساتنا ومسرى نبينا وما يجري لنساء الأقصى هو ما يجري لأمهاتنا وأخواتنا. فلا أظن ان شعبا يرضى بالذل. الشعب سينتفض بل ينتفض وهذه بداية انتفاضة ثالثة. «وكانت آخر صورة نشرها على صفحته لجثة صديقه الشهيد الناشط الجهاد الإسلامي الذي قتل قبل يوم الغفران عندما انفجرت بيده عبوة كان ينوي إلقاءها على سيارة عسكرية في جنوب جبل الخليل.
واعتقلت شرطة الاحتلال وجهاز المخابرات الداخلية «الشاباك» في نهاية الأسبوع عدة فلسطينيين بزعم أن لهم علاقة بعملية بيت فوريك. وقال «الشاباك» إنه طرأ تقدم ملموس في التحقيق. وكانت قوات من وحدات المستعربين ومكافحة الإرهاب قد اقتحمت نابلس بناء على معلومات استخبارية واعتقلت عددا زعمت بأنهم من المشبوهين. وخلال ذلك وقع تبادل لإطلاق النار وأصيب شاب فلسطيني.
وكتب موقع المستوطنين إن وحدة المستعربين «دوفدوفان» نفذت عملية اعتقال لمطلوبين في مخيم اللاجئين في جنين، والعثور على بندقية M-16. وحاصرت قوات الجيش البناية المشبوهة خشية وجود مسلح فيها. ونتيجة لتبادل إطلاق النيران اندلع حريق في المبنى وبعد إخماد الحريق عثرت قوات الأمن على عدة عبوات داخل البناية. وخلال عملية الاعتقال وقعت مواجهات تم خلالها إلقاء عبوات على الجنود لكن جيش الاحتلال فشل في اعتقال الهدف المطلوب وهو قيس السعدي واعتقل شقيقه.
وزعمت صحيفة «هآرتس» أن السلطة الفلسطينية قلقة إزاء الأحداث الأخيرة. وأعرب مسؤولون في السلطة عن تخوفهم من ان يقود التصعيد إلى مواجهات أوسع. وقال شبان من حركة فتح للصحيفة إنهم خرجوا إلى الشوارع بشكل عفوي وبدون أي تنسيق او تلقي أوامر من قيادة الحركة، وإن تحركهم هذا ينطوي على رسالة للجميع لإسرائيل ولقيادة السلطة.
وأدى خروج الفلسطينيين إلى الشوارع في العديد من الحالات إلى وقوع مواجهات مع قوات الجيش وسقوط جرحى فلسطينيين. كما وقعت مواجهات مع مستوطنين هاجموا القرى والمزارعين الفلسطينيين في الأيام الأخيرة، خاصة بعد مقتل الضابط وزوجته في بيت فوريك. وتصدى الشبان للمستوطنين الذين نزلوا من مستوطنات يتسهار وجبعات رونين وحاولوا دخول قريتي حوارة وبورين واعتدوا على المزارعين.
المصدر: فادي أبو سعدى - القدس العربي
أضف تعليق
قواعد المشاركة