تطورات فلسطين تفرض هدنة في مخيمات لبنان
فرضت التطورات الامنية المتسارعة في الضفة الغربية والقدس والمسجد الاقصى "هدنة" قسرية على الاوضاع الامنية في المخيمات الفلسطينية، التي وجدت نفسها في عطلة طوعية امتدادا لعيد الاضحى المبارك، فيما انصب اهتمام ممثلي القوى الفلسطينية السياسية والشعبية على متابعة التفاصيل، وانصرف ابناء المخيمات الى مواكبة ما يجري والامل يحدوهم باندلاع "الانتفاضة الثالثة" كي تعيد القضية الفلسطينية الى محوريتها المركزية.
صدحت في مخيم عين الحلوة اناشيد الثورة الفلسطينية وهي تحيّي ابطال المقاومة في فلسطين، لم تكد تمضي ايام على رفع العلم الفلسطيني في الامم المتحدة وخطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس "ابو مازن" بعدم الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع "اسرائيل" على اعتبارها انها سلطة احتلال، ما فتح الباب لمشروعية المقاومة على مصراعيه من اعلى سلطة سياسية، حتى اندلعت المواجهات وبدأت عمليات طعن المستوطنين في رد حاسم على المحاولات الصهيونية تدنيس الاقصى وتهويد القدس وحرق الاطفال.
في عين الحلوة، رغم جراح الاشتباكات التي وقعت اخيراً، الا ان ابناء المخيم يعربون عن فرحتهم بما يجري "الى مثل هذا توجه البنادق فقط"، يقول مفيد الحسين وهو يسارع الخطى لمتابعة "خبر عاجل" على شاشة التلفاز، قبل ان يضيف "يجب ان تكون بنادقنا موحدة تجاه العدو الصهيوني، وليس للاستخدام في الازمة والحارات الضيقة، ما يجري يعيد تصويب الهدف ولن نعدم وسيلة في مقاومة المحتل".
في الشارع الرئيسي الفوقاني، يتنفس ابناء المخيم الصعداء، قبل يومين فقط ازيلت الشعارات الحزبية من "حارة طيطبا" التي شهدت اشتباكات في بداية شهر رمضان، اليوم يرفع ابناؤها الاعلام الفلسطينية عالية خفاقة، ويؤكد علي قاسم ان الامل يكبر في اندلاع الانتفاضة الثالثة، لقد حان الوقت ليأخذ الفلسطيني مكانته ودوره في مسيرة الثورة".
في احياء المخيم، لا يخفون ان الانقسام جرح نازف.. واستمراره في هذه المرحلة كمن يضع الملح فوق الجراح النازفة، يزيد من الالم، غير ان الامل يبقى العنوان لطي الصفحة وتحقيق الوحدة، ويؤكد محمد الخطيب ان الوحدة مدماك القوة والسبيل الاقوى للنصر، اننا ندعو الجميع وخاصة حركتي"فتح" و"حماس" الى الوحدة والاتفاق على برنامج لتحقيق المطالب الفلسطينية المشروعة".
آمال ما زالت تترنح تحت وطأة الاختلاف والتوتير الامني، على وقع المساعي السياسية والشعبية التي تبذل لمنع الاغتيالات والاقتتال مجددا، حيث التقت لجنة "حي لوبية" برئاسة ابو وائل زعيتر الأمين العام لحركة "أنصار الله" جمال سليمان بحضور قيادة الحركة محمود حمد وماهر عويد وابراهيم الحيش حيث جرى البحث بمختلف الاوضاع وخاصة الامنية في مخيم عين الحلوة وتفعيل دور القوة الامنية ودور لجان الأحياء والقواطع وسط تشديد على ضرورة ان تأخذ دورا إيجابيا في حل المشاكل الاجتماعية والامنيه، فيما دعا سليمان الى وقف عمليات الاغتيالات بكافة اشكالها وضبط ردات الفعل غير المدروسة والتي تنعكس سلبا على كافة ابناء المخيم.
استياء فتحاوي
وبعيدا من عين الحلوة، علمت "صدى البلد"، ان قيادة اقليم حركة "فتح" في لبنان برئاسة أمين سره رفعت شناعة عقد اجتماعا طارئا في مقر سفارة فلسطيني في بيروت من اجل متابعة الاستياء "الفتحاوي" في لبنان على خلفية قيام السلطات الاردنية بمنع وفد رفيع المستوى من قيادة الاقليم من دخول اراضيها عبر مطار عمان للتوجه الى اراضي الضفة الغربية رغم حصول الوفد الفلسطيني على تصريح من قوات الاحتلال الاسرائيلي.
واشارت مصادر فلسطينية،الى ان الوفد القيادي "الفتحاوي" تلقى دعوة من مسؤول الاقاليم الخارجية والتنظيم المركزي للحركة جمال محيسن لزيارة اقاليم الضفة ردا على زيارات قام بها امناء السر واعضاء قيادتها الى مخيمات لبنان سابقا، وقد استحصل على التصاريح الاسرائيلية اللازمة، وعند وصوله الى مطار عمان، تفاجأ بطلب "الامن الاردني" الانتظار في غرفة ثم ابلاغه برفض السماح له بالعبور بل والطلب منه العودة على متن ذات الطائرة التي اقلته من مطار رفيق الحريري في بيروت، ما اثار الغضب والاستياء وخاصة بعدما تبين له ان سبب المنع يعود الى ان نافذين فلسطينيين في الاردن طلبوا من السلطات الامنية عدم السماح له بالدخول لمنع محيسن من القيام بجولة مع الوفد تعتبر انتخابية له على ابواب المؤتمر العام للحركة وانتخابات الاقليم.
لقاءات سياسية
صيداويا، استقبل مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان في مكتبه بدار الافتاء في صيدا المدير الاقليمي لأمن الدولة في الجنوب العقيد نواف الحسن في زيارة تهئنة بمناسبة عيد الأضحى المبارك حيث جرى البحث في الأوضاع العامة في البلاد والوضع في صيدا ومنطقتها.
فيما التقى قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة في مكتبه في سراي صيدا الحكومي منسق عام تيار المستقبل في مرجعيون – حاصبيا عبد الله عبد الله بحضور منسق العلاقات مع الأجهزة الأمنية والعسكرية في منسقية المستقبل في الجنوب سامر السن، وجرى عرض لأوضاع المنطقة ولا سيما في العرقوب لا سيما على المستوى الحياتي ولجهة تعزيز حضور الدولة ومؤسساتها في تلك المنطقة.
بينما زار وفد من الحوزة العلمية في قم المقدسة وجامعة المصطفى العالمية وجامعة آزاد في إيران برئاسة الشيخ علوي مهر، يرافقهم وفد لبناني برئاسة الشيخ حسين غبريس كلا من الشيخ ماهر حمود والشيخ عفيف النابلسي، حيث جرت مناقشة دور العلماء في توحيد الأمة وإخراجها من الفتن المتلاحقة التي تعصف بها خاصة الفتنة المذهبية.
المصدر:محمد دهشة - صدى البلد
أضف تعليق
قواعد المشاركة