إهمال فلسطيني رسمي وحرمان صهيوني
البنية الصحية للأغوار.. وضع لا يطاق!
الأغوار- المركز الفلسطيني للإعلام: تعتبر البنية الصحية في الأغوار الأسوأ على الإطلاق في فلسطين نتيجة حرمان الاحتلال المنطقة من إقامة أي نوع من أنواع البنى التحتية، وإهمال السلطة الفلسطينية وحكوماتها المتعاقبة لهذه المنطقة الساخنة على الدوام.
يقول المواطن محمد صوافطة من سكان وادي المالح في الأغوار الشمالية لمراسلنا: "لا يوجد أي بنية صحية في الأغوار، وإذا احتجنا لأي نوع من الرعاية الصحية علينا التوجه إمّا إلى مدينة نابلس أو طوباس، وهذا يعني نحو 40 كلم، أو إلى مدينة أريحا وهذا يعني مسافة 80 كلم".
وأضاف: "تتضاعف المشكلة لأننا نسير في طرق غير معبدة أحيانا ووعرة في أحيان أخرى، مما يزيد من الوقت المتطلب للوصول إلى أقرب مركز صحي، هذا عدا عن التعقيدات التي يوجدها الاحتلال للتنقل".
وأردف: "لك أن تتخيل حالة طارئة ماذا سيحدث لها في مثل هذه الظروف، أحيانا تتم ولادات على الطرق، وأحيانا تحدث حالات وفاة نتيجة التأخر في نقل الحالات".
أين دعم الصمود؟
وتساءل: "هل يجوز أن تترك منطقة ساخنة تمثل خط المواجهة الأول مع الاحتلال مثل الأغوار دون اهتمام يليق بها من قبل السلطة وحكوماتها المتعاقبة؟".
المواطن حسن زبيدات -والذي يعاني من مرض ابنه- أكد بدوره أنَّ الواقع الصحي صعب للغاية، مضيفا أنه اضطر للانتظار ساعتين من أجل وصول سيارة الإسعاف من مدينة طوباس لنقل ابنه للمستشفى، ودفع مبلغ 250 شيقلا أجرة سيارة الإسعاف.
وزاد: "هذا واقع لا يطاق، فالأغوار هي الخزان الاستراتيجي للضفة الغربية، وأين كل الشعارات التي تتحدث عن دعم صمود الفلسطينيين في الأغوار، وواقعنا الصحي كذلك؟".
وأردف: "حتى عيادات صحة أولية لمرضى السكري والضغط غير متوفرة لدينا، نحن نقاوم للبقاء في هذه المنطقة بأنفسنا وإرادتنا فقط دون اهتمام يذكر من أحد".
وأشار إلى أنَّ المسئولين يزورون الأغوار لالتقاط الصور التذكارية حين يكون هناك عمليات هدم، ولا نراهم حين نسعى لتلبية احتياجاتنا الأساسية.
تهميش واضح
وأكد رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية في الأغوار عارف دراغمة أنّ الأغوار تعاني من تهميش كبير.
وقال: "سبق لنا أن تواصلنا مع السلطة الفلسطينية لتحسين الوضع المعيشي لأهالي الأغوار، وتقديم خدمات طبية جيدة، خاصة أن أهالي الأغوار يعتمدون على العيادات المتنقلة".
ونوه إلى أن الخدمات الصحية المتوفرة حاليا هي عيادة وزارة الصحة الفلسطينية التي تأتيهم مرة كل أسبوع، لافتا إلى أن الهلال الأحمر ولجان العمل الصحي يوفران سيارتي إسعاف تعملان بالتناوب مرتين كل أسبوع، وهذا غير كاف على الإطلاق ويبقي الأزمات قائمة.
وطالب السلطة الفلسطينية ومنظمات حقوق الإنسان للالتفات إلى أهالي الأغوار وتوفير مقومات الحياة الكريمة لهم، وعلى رأسها الخدمات الصحية الأساسية.
وقال: "الاحتلال زرع الأغوار بالمستوطنات، ويجب علينا أن نزرعها بالصمود والتحدي والصبر عن طريق مشاريع حيوية تحيي المنطقة، وتساعد أهلها على الصمود والصبر".
أضف تعليق
قواعد المشاركة