لم يعرف اليأس يومًا طريقًا إلى قلوبهم، ولم يضعوا غير النجاح هدفاً لحياتهم وتتويجًا لعمر طويل قد قضوه في مقاعد الدراسة، راغبين في تقديم شيء مميز للمجتمع دون الاستسلام لواقع الحصار.

هذه حكايات غزية، أبطالها شباب، جمعوا ما بين العلم الجامعي والهوايات والطموحات المختلفة، فنتج عن أعمالهم قصص نجاح لمشاريع ريادية كانت لها بصمة واضحة في الإنجاز.

قصص النجاح حملها مشروع "مبادرون" الذي أكد على تحدي الحصار وعدم الاستسلام لظلمة البطالة.. مراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام" اطلعت على المشاريع الريادية في قصة نجاح "مبادرون 2"، والتي نتج عنها اليوم "مبادرون 3" لمزيد من الإبداع والنجاح.

النظارة الذكية

كانت معاناة المكفوفين تتجسد أمامهم في أيام دراستهم الجامعية والمعاناة اليومية، هذا الأمر دفع المهندستين جهاد أبو شقرة وإيمان الشياح إلى ابتكار نظارة ذكية للمكفوفين، وذلك ضمن شركتهما المحتضنة ضمن مشروع "مبادرون 2" لدعم وتطوير الأفكار الريادية بالجامعة الإسلامية بغزة.

وتهدف النظارة الذكية إلى مساعدة فئة المكفوفين وتقديم تطبيقات، لتسهيل حياتهم اليومية بحيث تساعدهم على تحديد الطريق، وتحذيرهم من العوائق التي تصادفهم، من خلال محبس مثبت في منتصف النظارة بالإضافة إلى أطراف الكفيف.

وتعمل على تنبيه الكفيف بأوامر صوتية تزداد درجة الصوت فيها كلما اقترب من العائق أكثر، وبذلك يكون الكفيف حرًّا في تنقلاته، وليس مثقلاً على أحد. وتساعد النظارة المكفوفين في تحديد العوائق بجانب تطبيق جوال، لتحديد العملات.

مواجهة البطالة

وفي حكاية نجاح تمثلت في ست أخوات يملكن لمسات إبداعية صنعنها بأيديهن، حاولن جاهدات الحفاظ على تراث أجدادهن من خلال التطريز، ليوصلن للعالم رسالة: "أنا فلسطيني.. لدي تراث أعتز به.. ويجب أن يصل إلى العالم أجمعه".

وتوجت هذا المشروع ست أخوات هن: نور وبدور وبسمة وآية وهبة وندرين شعشاعة، لجأن إلى التطريز التراثي الذي يتمثل في المشغولات اليدوية، وقمن بتصميمه بأفكار حديثة ليس من باب الترف، وإنما لمواجهة شبح البطالة.

وقد شاركن في عدد من المعارض التراثية في غزة، ولاقت أعمالهن إعجابًا كبيرًا من الناس، ما أعطاهن تشجيعًا كبيرًا، دفعهن لمواصلة العمل والانتشار والشهرة.

ومن خلال تقديمهن الهدايا لأقاربهن وأصدقائهن والتي كانت عبارة عن أعمال من إنتاجهن جعل الأقارب والأصدقاء يطلبون مزيدًا من الأعمال، حتى وصلت إلى الإمارات، والسعودية، ومصر، وإلى أمريكا.

مشروع فسحة

"عيش الفسحة قبل ما تطلعها".. بهذه الرؤية استطاع سبعة شبان من قطاع غزة تطوير خريطة قطاع غزة على موقع "جوجل ماب" من خلال إضافة بيانات تفصيلية أكثر دقة للمكان.

ويعتمد مشروع "فسحة" على الخريطة الإلكترونية في تعريف الزوار على الأماكن السياحية في قطاع؛ غزة بحيث يستطيع الزائر أن يقرر وجهة فسحته من خلال هذا المشروع الذي يعدّ دليلاً سياحيًّا للأماكن السياحية في القطاع.

ويتضمن المشروع خاصية التجول الافتراضي تمكن الزائر من خارج فلسطين أن يتجول في شوارع وأزقة غزة والضفة الغربية.

والمشروع يهدف إلى تسهيل الفسحة على الزائر بحيث يكون مُلمًّا بأسعار الوجبات في المطاعم والخدمات المختصة بالمطعم وحساب التكلفة، إضافة إلى تقديم فعاليات وعروض لآخر أيام الأسبوع الخاصة بها.

السرير الذكي

ومن المشاريع المميزة التي احتضنها مشروع "مبادرون 2"؛ مشروع "السرير الذكي" للتخفيف من أعباء الأمهات حيث تمكن الشابان محمد شراب، ومحمد عجور من تصميم جهاز يساعد الأمهات في تيسير أمور حياتهن اليومية من ناحية، ويخفف من حجم الأعباء الملقاة على عاتقهن تجاه تربية أبنائهن.

ويتم تركيب الجهاز على سرير الطفل بحيث يتحرك ويعمل بشكل تلقائي عند صدور صوت بكاء الطفل، ويبدأ بالاهتزاز يمينًا ويسارًا إضافة إلى إصدار أصوات موسيقية هادئة وأضواء جميلة، لتهدئة الطفل وعودته إلى النوم مرة أخرى دون تدخل الأم.

ويشار إلى أنه جراء النجاح الذي حققه مشروع "مبادرون 2"، توج عن ذلك مشروع "مبادرون 3" لدعم وتطوير الأفكار الإبداعية والريادية الطموحة في مختلف القطاعات التي يمكن أن تتحول إلى مشاريع مدرّة للدخل من خلال توفير الدعم المالي والإدراري والفني، والذي يعزز فرص نجاحها حتى تنمو وتصبح عملاً ناجحًا قائمًا بذاته يمكن تسويقه محليًّا أو إقليميًّا.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام