في البلدة القديمة بالخليل.. صمود وثبات لدحر الاستيطان

منذ 10 سنوات   شارك:

 رغم حالة الحصار والإغلاق التي يفرضها الاحتلال على البلدة القديمة من الخليل منذ سنوات سعيا للهيمنة على ما تبقى من أحياء وأسواق المدينة، إلا أن نفرًا من سكان الخليل وتجارها يصرون على الرباط والبقاء في بيوتهم وحوانيتهم وأسواقهم الخاوية؛ بحثا عن حياة كريمة، رغم عنف المستوطنين وملاحقة قوات الاحتلال اليومية لأبنائهم.

في ساعات الظهيرة كان عبد الرؤوف المحتسب يجلس هو وأبناؤه في حانوته المتواضع بالقرب من الحرم الابراهيمي الشريف، ليجسّدوا حالة من الثبات والصمود أمام هجمة التهديد والتهويد التي يمارسها المستوطنون صباح مساء، وما هي إلا لحظات حتى اقتحم عليهم الحانوت مجموعة من المستوطنين، وانهالوا عليهم ضربا، وقاموا بتكسير المحتويات من بضائع وحاجيات، وقد حضرت دورية من الشرطة "الإسرائيلية" للمكان بعد فرار المستوطنين، دون أن تحرك ساكنا أو تبدي أي اهتمام.

وقال المواطن المحتسب في حديث خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "نحن مصرون على الصمود في دكاننا مهما كانت النتيجة.. لقد خرجت من الدكان ساعة هجومهم علينا لأنني ظننت أنهم قد وضعوا شيئا داخل الدكان لقتلي أنا وأبنائي، وحاولنا الدفاع عن أنفسنا، وهذه ليست المرة الأولى التي يهاجمنا فيه المستوطنون".

وأضاف المحتسب: سأقوم بفتح دكاني يوميا، ولن يستطيع أحد منعي من ذلك فهو دكان أجدادي وآبائي، ونحن ندرك الهدف من هذا الاعتداء عليّ وعلى أبنائي.. همهم الأكبر أن أغلق هذا الدكان مثل بقية الدكاكين حتى يسيطروا على البقية الباقية من المنطقة كلها.

وفي ذات السياق اعتدى مستوطنون على منزل الحاج أبومحمد مسودي بالقرب من الحرم الإبراهيمي، وقاموا برجمه بالحجارة وحاولوا منع أصحاب المنزل من الخروج، ومجموعات من الجيش الاسرائيلي على الأبراج المجاوره تراقب ذلك دون أن تمنع المستوطنين أو تردعهم.

ويقول أبو محمد مسودي: "لقد تعودنا على هذا النمط من الحياة والذي يُقصد من خلاله تهجيرنا، وسبق أن فاوضنا بعض المستوطنين لبيعهم منزلنا وعرضوا علينا شيكات مفتوحة كإغراء.. ولكن ردنا كان واضحا: اذهبوا أنتم وملايينكم التي لا تساوي نسمة هواء تطل علينا من بين مآذن الحرم وأروقته".

ويضيف مسودي: "لا أبالغ إن قلت لكم أننا نتعرض للاعتداءات من قبل المستوطنين والجيش يوميا.. بل مرات عديدة في اليوم الواحد، وقد تعرض أبنائي للاعتقال مرات عديدة تحت تهمة مهاجمة المستوطنين والجيش، وأصيب أحدهم بجراح جراء اعتداء مستوطن علية وإطلاق النار على ساقه.. وحاولوا أكثر من مرة حرق منزلنا، ولم يسمحوا لإطفائية بلدية الخليل بالوصول إلى المكان".

إنها قصة صمود وثبات الفلسطينيين في قلب الخليل رغم الاستيطان والتهديد والتهويد، حتى تبقى الذاكرة قائمة، وتراث الزمان والمكان شاهدا على ملحمة الرباط والإصرار على الحق.!!



السابق

قيادات من حماس إلى "عين الحلوة" لاحتواء الأزمة

التالي

منتدون بالأردن يطالبون بتفعيل دور فلسطينيي الشتات


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

صرخة لم تُدفن: ماذا يعني أن تكون نزار بنات؟

في حكايةٍ تبدو عابرة عن ديكٍ صمتَ إلى الأبد، تتخفّى مأساةٌ يعرفها كلُّ من عاش في أرضٍ اعتادت أن تُسكت الصوت قبل أن تُصغي إليه. لم … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون