مخيمات الشمال: مخاوف من «بارد» جديد
يدرك أبناء مخيم نهر البارد أكثر من غيرهم المخاطر المحدقة بمخيم عين الحلوة نتيجة الاشتباكات المسلحة التي يشهدها، وعدم قدرة الفصائل الفلسطينية على ضبط الوضع وتكريس تفاهمات تحرّم الدم الفلسطيني وتمنع اللجوء إلى السلاح لفض الخلافات السياسية، انطلاقا من تجربتهم المريرة التي أدت في العام 2007 إلى تدمير مخيمهم وتهجير سكانه وعدم عودة الغالبية منهم حتى اليوم.
ربما ازداد هذا الشعور مع ارتفاع منسوب التوتر الامني في مخيم عين الحلوة، ما دفعهم قبل أسبوع للخروج إلى الشوارع تنديداً بالاشتباكات التي كان شهدها المخيم، وأعادوا الكرّة ليل أمس الاول حيث نظموا مسيرة جابت الشوارع وأطلقت الشعارات المستنكرة لما يحصل من اشتباكات وتلك التي تدعو الفصائل إلى لعب دورها في وقف الاقتتال وسحب فتيل الفتنة وعدم المساهمة في تحويل عين الحلوة إلى مخيم نهر بارد جديد.
تحرك أبناء مخيم البارد بمختلف شرائحهم كان قابله تحرك مماثل من قبل سكان مخيم البداوي، بمن فيهم النازحون من مخيم البارد ومن مخيمات سوريا، والذين يتشاطرون جميعهم هذا الخوف ويدفعون ثمنه في حياتهم اليومية، نتيجة سوء الوضع المعيشي. وربما تكون الرسالة التي حاول أبناء مخيمي البداوي والبارد توجيهها لاقرانهم في مخيم عين الحلوة «انظروا الى حالنا وما حل بنا بسبب تفلت السلاح وعدم توحد موقفنا». وهي الرسالة التي قد تكون بمضمونها الاهم من كل ما يقال في السياسة، خصوصا ان لهؤلاء في المخيمين تجربة ميدانية يعايشونها يوميا في امنهم واقتصادهم ومعيشتهم.
وكان أبناء مخيمي البداوي والبارد نظموا مسيرتين متزامنتين، رفعوا خلالهما الأعلام الفلسطينية واطلقوا الشعارات المنددة بما يشهده مخيم عين الحلوة، مطالبين بضرورة وقف الاقتتال والعودة الى التفاهمات التي كانت سائدة وتحرم استخدام السلاح. واعتبروا أن ما يجري هو مؤامرة على الشعب الفلسطيني وكل من يشارك بها هو متآمر على القضية الفلسطينية وعلى مستقبل العودة.
كما صدر العديد من المواقف والبيانات من جمعيات مجتمع مدني ومؤسسات وفصائل فلسطينية تدعو الى الحكمة ومعالجة الامور بالحوار.
المصدر: السفير
أضف تعليق
قواعد المشاركة