لبنان: «مراكب الموت» شمالاً: تحقيقات.. توقيفات.. وتشكيك
تتكثف التحقيقات التي باشرت بها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي حول شبكات تهريب اللاجئين السوريين والفلسطينيين من ميناء طرابلس الى تركيا وعبرها الى عدد من الدول الأوروبية، حيث أثمرت التحريات عن توقيف المدعو محمد. ر، بتهمة المشاركة في أعمال التهريب وامتلاكه مركبا قام برحلات من هذا النوع، وتمت إحالته الى مفرزة إستقصاء عكار.
انطلقت التحقيقات بعد الاعلان عن مقتل تسعة لاجئين فلسطينيين في المياه الاقليمية التركية، قيل أنهم خرجوا من الميناء في مركب يحمل على متنه 45 لاجئا. ويتركز العمل الأمني حالياً، وفق معلومات «السفير»، على أشخاص لبنانيين وسوريين وآخرين أكراد في تركيا يشكلون أكثر من شبكة تهريب للبشر، نشطت أخيراً في لبنان بعدما شددت السلطات التركية رقابتها على مرافئ غير رسمية، كانت هذه الرحلات تنطلق منها مباشرة الى أوروبا، واستبدلت برحلات بدأت تنطلق من لبنان، حيث الرقابة الأمنية أقلّ.
وتشير المعلومات إلى أن المراكب لم تعد تتوقف عند الشواطئ التركية بسب الرقابة الأمنية، بل يقوم المشرفون على الرحلات بتسليم اللاجئين الى القسم الثاني من الشبكة في تركيا في المياه الاقليمية، مما يضاعف من خطورة هذه المغامرة لجهة تعريض المراكب وركابها للغرق.
تضيف المعلومات أن الأجهزة الأمنية بدأت بتشديد الرقابة على مرفأ الصيادين وعلى كل الكورنيش البحري في الميناء بطول 8 كيلومترات، فيما يعمل الجيش من خلال نقاطه الثابتة ودورياته البحرية، على التأكد من كل مركب يخرج من الميناء ومن هوية صاحبه ومن الوجهة التي يقصدها، وخصوصا إذا كان فارغا.
وتقول مصادر رسمية لـ «السفير» إن أعمال التهريب نشطت في الآونة الأخيرة من دون أي ضجة، لكن وفاة الفلسطينيين التسعة أخيراً هي التي أضاءت على هذه القضية، التي بدأت تشغل الأجهزة الأمنية، علما أن قانون العقوبات لا يوجد فيه مادة صريحة تعاقب من يقوم بهكذا أعمال، فيما تعتبرها البنود الملحقة بالقانون عبارة عن جنحة.
بدأت التحريات تركز على عمليات بيع مراكب الصيد التي تستخدم في أعمال التهريب، حيث سجل خلال الأشهر الماضية حركة بيع وشراء ناشطة لعشرات المراكب، بعضها جرى تسجيله بأسماء أشخاص لا علاقة لهم بمهنة الصيد، أو بالبحر عموما، وهؤلاء أصبحوا موضع شبهة، لكن لا توجد حتى الآن أي دلائل على تورطهم بتهريب اللاجئين.
وتقول مصادر أمنية لـ «السفير» أنه ليس بالضرورة أن يكون مركب «دموع الورد» الذي اشتراه محمد. م. وأقل على متنه اللاجئين الفلسطينيين بعد خروجه من ميناء طرابلس الأحد الماضي، هو الذي غرق في المياه الاقليمية التركية، خصوصا أن أحدا لم يعلن في مخيمات الشمال أو في طرابلس بأنه على صلة بأي من الذين غرقوا.
ترجح هذه المعلومات فرضية أن يكون اللاجئون قد وصلوا من مخيم اليرموك في سوريا الى لبنان، وانطلقوا مباشرة الى تركيا، أو أن يكونوا خرجوا من لبنان بشكل رسمي عبر مرفأ طرابلس، ولدى محاولتهم السفر من تركيا الى اليونان عبر البحر تعرض مركبهم للغرق.
تؤكد المصادر أن التواصل يتم بشكل يومي مع السلطات الأمنية التركية للحصول على المزيد من المعلومات حول المركب المنكوب وشبكات التهريب، مشيرة الى وجود بعض المتورطين من اللبنانيين والسوريين، لكن توقيفهم ينتظر إستكمال التحقيقات وتحليل «داتا» الاتصالات.
المصدر: السفير
أضف تعليق
قواعد المشاركة