الصحافة اللبنانية: الأحمد يقدم تطمينات «شبه عملية».. ولبنان يحذِّر من التوطين!
اهتمت معظم الصحف اللبنانية اليوم بزيارة عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح" المشرف على الساحة الفلسطينية عزام الأحمد إلى لبنان، بعد مرور أسابيع قليلة على التوترات التي جرت في مخيم عين الحلوة، خاصة بعد اغتيال العقيد طلال بلاونة (الأردني)، حيث يرى كثيرون أن الزيارة تهدف إلى تقوية حركة "فتح"، بالإضافة إلى تفعيل دور اللجنة الأمنية المشتركة في باقي المخيمات. ولم تغب تطورات ملف "الأونروا" عن برنامج الأحمد، حيث عرض هذا الجانب مع الرئيس نبيه بري خلال زيارته في مقره بعين التينة.
فقد ذكرت صحيفة "الجمهورية" أن عزام الأحمد جاء إلى بيروت موفداً من رئيس "السلطة الفلسطينية" محمود عباس لمواصلة جهد غير منقطع له منذ أعوام عدة لإيجاد آليّات متفَق عليها بين الفصائل الفلسطينية والدولة اللبنانية لضبط أوضاع مخيّم عين الحلوة والحؤول دون انزلاقه الى انفجار داخلي يُضرّ بأمن المخيّم وبمجمل معادلة الأمن في لبنان.
وأضافت نقلاً عن مصارد مواكبة لهذا الملف إنّ الأحمد قدم هذه المرة خلال زيارته إلى لبنان، تطمينات "شبه عملية" لتخفيف القلق الرسمي اللبناني من وضع مخيم عين الحلوة. فأشار الى وجود إجراءات لتقوية حركة "فتح" داخل المخيم، حتى تصبح اكثر قدرة على لعب دورها في حفظ امنه، وقمع تعاظم انتشار وارتكابات المجموعات المتشددة فيه، وسعيها الواضح لفرض أجندتها الامنية عليه.
وأشارت إلى أنه في الآونة الاخيرة تمّ تخريج دورتين من مقاتلي "فتح"، وأنه خلال نقاشاته مع الفصائل الفلسطينية أبدى تشدُّداً في ضرورة تفعيل "القوة الفلسطينية المشترَكة" التي تتشكل منها والتي يوجد في أصل نشأتها هدفُ قمع تجاوزات المجموعات المتشدِّدة وحفظ أمن المخيم. وتمّ إبلاغها في هذا الاطار أنه في حال استمرت "القوة الفلسطينية المشترَكة" بإظهار وهنها تجاه ارتكابات السلفيين المتشدِّدين داخل عين الحلوة، فالاجدى حلّها.
من جهتها قالت صحيفة "اللواء"، ان زيارة عزّام الأحمد إلى لبنان، أعطت دفعاً وحِراكاً للملف الفلسطيني في ظل جملة من الملفات والقضايا المتعلّقة بالواقع الفلسطيني في لبنان، والعلاقات مع الجانب اللبناني، في وقت تمر القضية الفلسطينية بظروف دقيقة.
وعلمت "اللـواء" ان في برنامج الأحمد لقاءات فلسطينية – فلسطينية، وفلسطينية - لبنانية، تهدف إلى تثبيت الأمن والاستقرار في المخيّمات لتأكيد أهمية تفويت الفرصة على المصطادين بالمياه العكرة لتوتير الأوضاع داخل المخيّمات، وفي طليعتها مخيّم عين الحلوة، من خلال استهداف كوادر في حركة "فتح" لجرّهم إلى أحداث أمنية تنفيذاً لأجندات خارجية.
أما صحيفة "البناء" فأشارت إلى زيارة عزام الأحمد لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في عين التينة، وعرض معه الأوضاع الأمنية في المخيمات، وملف "الأونروا".
وذكرت صحيفة "الجمهورية" في تقرير آخر، "بعنوان شبح التوطين الفلسطيني يُطلّ من بوابة الأونروا"، عرضت خلاله التداعيات الثقيلة والأزمة الحقيقية للجوء الفلسطيني، وتخوفت من مشروع توطين للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بعد الأزمة التي تعيشها وكالة الأونروا.
ولفتت الصحيفة إلى أن "لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني" برئاسة الوزير السابق حسن منيمنة قد طرحت عمق الكارثة التي ستقع على الدولة اللبنانية المشلولة أصلاً... ولهذه الغاية اجتمعت اللجنة برئيس الحكومة تمام سلام وجالت على المسؤولين لوضعهم أمام مسؤولياتهم، ولتفادي كارثة إجتماعية في المخيمات قبل وقوعها.
ودعت "اللجنة" وزارة الخارجية اللبنانية الى التحرّك فوراً من أجل حضّ الدول المانحة على تأمين مبلغ 100 مليون دولار الناتج عن المصاريف الإضافية لـ"الأونروا"، بحيث تغطي الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي القسم الأكبر من النفقات، لكنهما دفعا على أساس الموازنة السابقة وليس على أساس المصاريف المتراكمة المطلوبة.
واكدت "اللجنة" أنّ الوضع الاجتماعي في المخيمات الفلسطينية مُقبل على كارثة، لكنّ لبنان الدولة لا يستطيع تغطية فَرق النفقات لأنه في الأساس غير قادر على تأمين مصاريف البنية التحية للبنانيّين، وحتى لو دفع لبنان فَرق المبلغ المطلوب من "الأونروا" فإنّه يسجّل بذلك سابقة خطيرة في تكريس اللجوء الفلسطيني كجزء من الموازنة العامة لمالية الدولة، وبالتالي يفتح الباب أمام التوطين المبطّن. وختمت بالقول: لكنّ الكارثة الأكبر تتمثّل في الخوف من انفجار بعض المخيمات الفلسطينية أمنياً، وعلى رأسها مخيم عين الحلوة الذي يحتاج معالجة سريعة.
وفي الشأن الأمني أشارت صحيفة "الأنباء" الكويتية إلى أن لجنة التحقيق طالبت بلال بدر (المتهم بجريمة اغتيال المسؤول بحركة فتح طلال الأردني) بتسليم نفسه، الا انه رفض ذلك...
المصدر: وكالة القدس للأنباء
أضف تعليق
قواعد المشاركة