خطيب الأقصى يحذر من التفريط بالأراضي والعقارات في القدس وفلسطين
حذر خطيب المسجد الأقصى المبارك، رئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري، من التفريط بالأراضي والبيوت والعقارات بالقدس وغيرها من أنحاء فلسطين، مؤكدًا أن الله سيحاسب كل من يفرط بشبر واحد من أرض فلسطين المقدسة.
وقال في خطبة صلاة الجمعة (7-8) في المسجد الأقصى المبارك "تتعرض بلادنا المباركة إلى هجمة استيطانية استعمارية سرطانية شرسة، فلا يخلو يوم إلا ونقرأ أو نشاهد أو نسمع عن مصادرة للأراضي أو تجريف للمزروعات أو قطع للأشجار المثمرة، ثم يقام على هذه الأراضي المستوطنات، وذلك بالتنسيق بين ما يسمى وزارات الدفاع والمالية والإسكان الصهيونية من جهة وبين ما يسمى بمجلس المستوطنات الأعلى الاحتلالي".
وأشار إلى ما يتمخض عن هذا التنسيق العدواني؛ وهو أن عمليات البناء في المستوطنات لا يشترط فيها التراخيص اللازمة للبناء، فهم يغضّون الطرف عنها ويجيزون السيطرة غير القانونية على أراضي المواطنين الفلسطينيين حتى يلتهم الاحتلال أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية، وتساءل: "أين العدل الذي يزعمونه، وأين السلام الخادع الذي يدّعونه والذي يتشدقون به؟!، وهل هذا هو التعايش بين الشعوب؟!، إنه تعايش وهمي خيالي وهو تمييزي عنصري"، حسبما قال.
وأكد الشيخ صبري أن ما يقوم به المستوطنون المعتدون وبدعم من الحكومات الصهيونية المتعاقبة هو تنفيذ لتوصية قدمتها لجنة صهيونية شكلت قبل ثلاثين سنة تقريبًا، مضيفًا إن مهمة هذه اللجنة تقديم تقرير حول التصور الصهيوني للحكم الذاتي للفلسطينيين، ومن أخطر هذه التوصيات هو أن الأراضي الأميرية تبقى تحت السيطرة الصهيونية، وتسمح فيها بناء المستعمرات، وتبقى خاضعة للحكومة الصهيونية، ولا سيطرة للحكم الذاتي الفلسطيني عليها.
وقال إن هذا ما هو مطبق ومنفذ فعليًّا على أرض الواقع في هذه الأيام، "وبالتالي فإن الاحتلال يمنع قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، ونحن نلهث أمام سراب خادع باتجاه السلام الوهمي"، مؤكدًا أن الاحتلال يخطط لإقامة كانتونات للفلسطينيين متفرقة، بحيث يكون عليها نواطير أو مخاتير، ثم يأتي القائمون على ما يسمى بالمبادرة العربية للسلام لإحيائها بعد موتها.
وأكد أن الاعتداءات العنصرية الحاقدة تكون بترتيب من سلطات الاحتلال، مشيرًا إلى أن الاعتداء الآثم لا يقتصر على بيوت العبادة فحسب؛ بل يشمل الاعتداء على البيوت وحرقها على المواطنين الساكنين فيها.
وإزاء هذا كله اقترح خطيب الأقصى تشكيل لجان حراسة ليلية أهلية في القرى والأرياف النائية؛ لرصد خفافيش الليل بالطريق المناسبة، بحيث لا يعرضون أنفسهم للخطر، وبشكل دوريّ.
وتطرق خطيب الأقصى إلى ما يتعرض إليه المسجد الأقصى من اقتحامات واعتداءات متعددة ومتنوعة، ليس فقط من الجماعات والأحزاب اليهودية؛ وإنما أيضًا من السياسيين والمسئولين وأعضاء يهود من الكنيست الصهيوني مما يزيد الأمر خطورة وتعقيدًا.
أضف تعليق
قواعد المشاركة