«ألم الزينكو».. رؤية أقرب للمخيمات الفلسطينية في الأردن
على أعتاب مخيم البقعة، أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، تقف الشابة العشرينية أحلام باحثةً عمن يشتري منها بعض القرطاسية والدفاتر، أملاً في الحصول على لقمة عيشها. ورغم الوضع المادي السيئ الذي تعيشه أحلام وذويها، فإنها تؤكد في كلماتها أنها وملايين اللاجئين يمتلكون إصراراً وعزيمةً على العيش بكرامة لا تلين.
ما يحرق قلب أحلام على أشقائها الصغار، هو ألواح الزينكو التي باتت سقف المنزل «الحامي والمميت» الذي يؤويهم في أحد أزقة المخيم، وتقول أحلام لشبكتنا «ستظل ألواح الزينكو غصّةً في قلب الأطفال، ستبقى غصّةً كلما تذكرها اللاجئ الفلسطيني، وستبقى هذه الذكرى لعنة تطارد المفاوض الفلسطيني الذي يساوم على حق اللاجئ في العودة إلى وطنه».
ويتساءل محمد من مخيم الوحدات عن الذنب الذي اقترفه اللاجئ الفلسطيني ليعيش حياة الذل ويتجرع أصناف الإهانة بأشكالها المتعددة في كل يوم. ويضيف: «كل ذلك لن يزيدنا إلا إصراراً على حقنا في العودة إلى البلاد مهما طال الزمن، جدّي ورّثني مفتاح البيت هناك في فلسطين، وأنا بالتأكيد سأورثه لأحفادي إن لم تُكتب لي العودة، وحالَ بيننا الموت».
مرّةً تسمع نبأ سقوط سقف منزل على ساكنيه، ومرّةً أخرى تسمع أنّ سقف الزينكو لأحد المنازل قد طار بفعل الرياح الشديدة في الشتاء، وكان آخرها سقوط أسقف عدّة منازل على أصحابها في مخيم حطين في محافظة الزرقاء.
وفي صدد ذلك تقول شبكة الأنباء الإنسانية التابعة للأمم المتحدة أنّ أبرز التحديات المعيشية في المخيمات اللاجئين في الأردن هي البراكيات «سقوف الزينكو»، وتفتقر هذه المساكن التي تبنى من الطوب إلى ما يُضعف صمودها أمام عوامل الطقس خاصة في فصل الشتاء، حيث تتسرب الأمطار من أسقف الزينكو وتشقق الجدران مخلفة بركاً مائية تتوسط المنازل لأيام قبل أن تزول لعدم وجود التهوئة. وتسبب الكثير من الأمراض أولها أمراض الصدر والحساسية.
الإحصائيات تشير إلى وجود ما يقارب 2600 منزل زينكو تتوزع على ثلاثة عشر مخيماً- ثلاثة منها غير معترف بها من قبل الأونروا- وبحسب الأونروا فيبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في الأردن مليون و930 ألفاً، يعيش منهم داخل المخيمات الثلاثة عشر ما يقارب 400 ألف.
ألم الزينكو سيظل ينخر في أجسام المخيمات إلى أن يشاء الله أن تشفى منه.. وستبقى تلك المخيمات التي تنمو وتنجب زعتراً ومقاتلين رمزاً للكرامة والصمود بقوة أمام كافة المعوّقات والظروف الصعبة، جاعلاً من نفسه منارة أمل يفتخر بها كل لاجئ يسكنه.
أضف تعليق
قواعد المشاركة