لكل منا حكايته الخاصة التي تتضمن قصص وشهادات وتضحيات ورباط في مدينة القدس المحتلة.. من هنا أطلق شبان مقدسيون ومنذ بداية شهر رمضان الحملة الإعلامية بعنوان "حكايا القدس"، بمجهود ثلاثة من المصورين المقدسيين، والتي تهدف لنقل واقع المدينة بتفاصيلها البسيطة.

يتحدث المصور المقدسي محمد حروب لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" عن حملة حكايا القدس قائلاً: "في مدينة القدس هناك الكثير من الحكايا ومن الممكن الحديث عنها، فهي مُعاشة وفي واقعنا اليومي، والإعلام يعمل على تجاهلها ولا ينظر إليها بعمق، ولذلك قررت أنا ومحمد أبو سنينة وفايز أبو رميلة أن نسلط الضوء على حكايا بأسلوب فني وجديد".

ويقول حروب: "بالصدفة تزامن انطلاق حملة حكايا القدس مع بداية شهر رمضان، ولكن أجمل حكايات القدس في هذا الشهر الفضيل، ومن بينها حكاية المسحراتي والتي تم عرضها، مضيفاً أن الحملة ستستمر حتى نهاية هذا العام، ومن المتوقع أن تستمر في السنوات القادمة".

ويوضح: "اختلاف حملة حكايا القدس عن الحملات الرمضانية الأخرى بطريقة عرض المنتوج من الصور والأفلام والقصص والحكايا برؤية فنية سينمائية، والتي ستكون عن طريق سينما الشارع"، مبينا أنه سيتم عرض فيلم بعنوان "بوكيه في الشارع، ليعيدوا إحياء روح الواقع والمعاناة فيه، لأن الحكايات واقعية وتمشي على أرجلها".

كاميرا الهاتف

بدوره، يقول المصور السينمائي محمد أبو سنينة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "من الممكن أن نروي حكايا ليست للمقدسيين ولكن مرتبطة بمدينة القدس، اخترنا مدينة القدس لأنها مدينتنا، وهي مكان ولادتنا وفي أزقتها وبين حاراتها تربينا وترعرعنا ولعبنا، والقدس تحتوي على ذلك البعد التاريخي والعقائدي والعمق السياسي والاجتماعي والإنساني، ومن خلال بناء الجدار انعزلت عن محيطها، رغم أنها عاصمة فلسطين المحتلة ورغم أنها أولى القبلتين".

ويوضح: "أن الإعلام الاجتماعي والوكالات الإعلامية تعمل على نقل الصور والفيديوهات والتي هي مأخوذة من كاميرا الهاتف المحمول؛ لذلك اخترنا أن ننتج قصصا باحترافية وننشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

ويضيف الفاتح: "حكايا القدس متركزة على الجمهور الميداني قبل الجمهور غير المرئي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأن جمهور الحكايا موجود في كل فعالية، وننشر العرض في الشارع، ونعرض الأفلام أيضا في الشارع".

ويشير الفاتح إلى أن "كل حكاية يتم إنجازها من قبل فريق، ويعمل على إبراز عمق الحكاية بشكل إنساني واجتماعي حتى لو كانت سياسية، ونعمل على عرضها بإبراز جمال المكان وروعة الإنسان، فالقدس ليست عبارة عن الحجارة القديمة والآثار القديمة، بل هي علاقة الإنسان المقدسي مع القدس".

ويقول: "لا غنى عن مواقع التواصل الاجتماعية؛ فالفيسبوك واليوتيوب والانستجرام مواقع نتفاعل معها، والإنسان المغترب عن مدينة القدس يستطيع من خلالها رؤية ومشاهدة حكايا القدس من خلالها، فالهدف الرئيسي الوصول للمؤثرين في الإعلام ليعملوا على التغيير في المنتوج والمضمون الإعلامي".

ويضيف أبو سنينة: "على الرغم من أن عدد الفريق قليل، إلا أن الفريق اجتمع أولاً وأخيراً على الحب والعطاء لمدينة القدس، كما واجتمع صدفة ليخرج حكايا القدس للمجتمع المقدسي والعربي والإسلامي بروح من التعاون والانسجام ".

فيلم بوكيه

ويقول المصور فايز أبو رميلة عن فيلم بوكيه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "بوكيه هو فيلم صور ويتم العمل على مونتاجه الآن، وهو في مراحله النهائية، وسنعرضه في الشارع لنعيد السينما وحكايا الواقع للمجتمع المقدسي بعيداً عن المضمون الإعلامي المقولب، لأن الحكايا هي واقعية، وليست محض صدفة أو خيالية، بل هي حكايا يومية معاشة وتتكرر، ولا أحد يلتفت لها ولا يسلط الضوء عليها أو يتم تجاهلها وإغفالها، ولذلك تعمد فريق حكايا القدس عرض فيلم بوكيه في الشارع، ليشعر أن من يمتلك حكايا هو إنسان أيضاً ".

ويقول أبو رميلة: "فيلم بوكيه سيستعرض فيه حكاية مقدسي يعيش في أزقة البلدة القديمة، يعمل سنوياً على تعليق زينة شهر رمضان، ويتعرض للعديد من المشاكل والمحن، ومن بينها يجري اعتقاله وسجنه في سجون الاحتلال".

ويتابع: "فريق عمل حكايا القدس خرج ببرومو لمدة دقيقتين، عرض فيها مجمل أعمال الفريق خلال العام؛ حيث بدأ بعرض وجوه لمقدسيين من كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار والأديان، كما وأنتج الفريق حكاية المسحراتي، وفيديو كليب لأغنية رمضان، وبرومو آخر سيتم طرحه عن فيلم بوكيه خلال الأيام القادمة".

ويختم أبو رميلة بالقول: "هنالك معيقات في العمل، على رأسها الاحتلال، فقد كنا بحاجة إلى إدخال المعدات التصويرية إلى المسجد الاقصى، ولكن على الأبواب يمنعون الفريق، لأن المعدات سينمائية وضخمة، ويجب عمل تنسيق مسبق لإدخالها، كما وعند تصويرنا في الليل؛ تعرضت لنا قوات الاحتلال بفحص الهويات والسؤال عن ماذا نفعل، وتوقع أبو رميلة أن لا يتم السماح لهم بعرض فيلم بوكيه بالشارع عبر شاشة عرض، "ولكن بإصرارنا وعزيمتنا سنعمل على إيصال فكرة وحكايات القدس لكل العالم".