البارد والبدّاوي: الاعتصام الأطول
يواصل أبناء مخيم نهر البارد ومعهم أقرانهم من النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا اعتصامهم السلمي داخل الخيمة التي نصبت قبل ثلاثة أشهر. كان القصد من الاعتصام الاحتجاج على توقّف إعادة إعمار المخيم، فإذ بـ «الأونروا» توقف بدلات الإيواء لنحو 450 عائلة نازحة. أضحى للاعتصام هدفان رئيسيان وقد تساوت ظروف أهل المخيم مع ظروف الوافدين إليه. إذ ما زالوا يعانون من تداعيات الحرب التي شهدها مخيمهم في العام 2007. فيبدو البارد خير دليل للنازحين إليه من اليرموك، أن مخيمهم لن يعود إلى ما كان عليه قبل سنوات طويلة، وأن البؤس سيلاحقهم من لجوء إلى لجوء.
وقد نزحوا إلى البيوت المؤقتة في البارد، يقطنون فيها مع أقارب لهم. كما استأجروا شققاً كانوا يدفعون إيجارها من بدل الإيواء.
يروي النازح الفلسطيني أبو عادل أنهم هربوا من النار التي حاصرت اليرموك، إلى نار أصعب وأشدّ في البارد و «معاناتنا لن تنتهي بدفع بدلات الإيواء بل بإعادة خدمات الوكالة إلى ما كانت عليه سابقاً». ويشير مسؤول «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في الشمال اركان بدر الى أن «الوضع أشد تفاقما في البارد لأن تقليص الخدمات يلقي بثقله على أبناء المخيم الذين يعيشون حالة احتقان شعبي عارم وغضب شديد».
وقد لا يكون وضع مخيم البداوي أفضل حالاً، خصوصاً أنه يعيش فيه نحو 42 ألف فلسطيني من لبنان وسوريا، ونازحون سوريون في أقل من كيلومترين مربعين. كما أن قرار «الأونروا» بوقف بدلات الإيواء لن يرتدّ على 950 عائلة نازحة وحدها بل أيضاً على مضيفيهم الذين تضيق بهم فرص العمل وتتضاعف الأعباء الملقاة عليهم.
يؤكد مسؤول «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في مخيم البداوي عاطف خليل ان بعض العائلات ستتحول للسكن في العراء «لذلك نطالب القيادة المركزية بالتحرّك لحثّ الدول المانحة على توفير الاموال المطلوبة لمساعدة النازحين، واستمرار التحركات الشعبية وفق استراتيجية تشمل كل مخيمات لبنان لتشكل ضغطا علي الاونروا والمجتمع الدولي».
بينما يلفت ابو محمد وهو أحد المعتصمين في خيمة البداوي وأب لسبعة أولاد، إلى أنه سيضطر للسكن في مراكز «الأونروا» إذا توقفت عن دفع بدلات الإيــواء، «لأننا لن نستطيع ان ندفع بـــدل إيجــار المنازل ولن نرضى أن نرمى في الشارع».
المصدر: السفير
أضف تعليق
قواعد المشاركة