البرج وشاتيلا: نريد بيتاً

منذ 10 سنوات   شارك:

 لم يعد النازحون الفلسطينيون من مخيم «اليرموك» إلى بيروت، يحتملون أي عبء إضافي، فهم لم يستوعبوا حتى الساعة قرار تقليص «الأونروا» خدماتها تجاههم، وأهمها إيقاف بدل الايواء (مئة دولار)، لأنهم يعوّلون على المساعدات التي تقدمها الجمعيات الانسانية والخيرية، مقابل تأمين لقمة عيشهم في لبنان.

يكتظ مخيم برج البراجنة اليوم بعدد كبير من عائلات اليرموك، التي انضمت الى عائلات اللاجئين الفلسطينيين وسط معاناة العيش في المخيم، وهي معاناة لا تختلف عن هموم فلسطينيي اليرموك، فيتشاركون الأزمة نفسها، ولكل عائلة همها الكبير الذي يزداد تعقيداً يوماً بعد آخر.

في منزل واحد!

حضر يوسف تركاني وعائلته الى لبنان هرباً من جحيم الحرب السورية في العام 2012. يوسف مكفوف وحالته الصحية لا تسمح له بالعمل. يعيش مع أولاده وزوجاتهم وأحفاده في منزل واحد داخل المخيم. يعمل ولداه لإعالة العائلة. أحدهما ممرض يعمل في مجال تصليح الهواتف وآخر تعلّم مهنة الحدادة. يؤكد يوسف أن «بدل الإيواء الذي كانت تقدمه الاونروا كان يساعد كثيراً ولو أنه قليل»، واصفاً حالته على طريقة المثل الشعبي «رضينا بالهم والهم ما رضي فينا».

يعرب عن حزنه لعدم «إيجاده صدراً حنونا منذ قدومه الى لبنان»، سائلا عن الاسباب التي «دفعت الاونروا لاتخاذ هذا القرار، وعن توقيف الدول المانحة بدعم الاونروا، كما تقول الأخيرة»، حسب تعبيره، مطالباً بـ «ضرورة الضغط على الدول المانحة لإنصاف حالتنا، فنحن هنا ضيوف حتى إشعار آخر، فبدلاً من زيادة بدل الإيواء، يقومون بإيقافه؟».

أرملة مع أحفادها

ينعكس الوضع نفسه في مخيم شاتيلا، فتغريد امرأة أرملة نزحت من اليرموك برفقة أولادها وأحفادها الى بيروت منذ ثلاث سنوات. لا يتسع المنزل المؤلف من غرفتين، الذي اختارته العائلة في مخيم شاتيلا لكل أفرادها، لكن ليس هناك من بديل.

لم ينجح أبناء تغريد بإيجاد عمل، للسنة الثالثة على التوالي، لأنهم فلسطينيون. ولا تجد العائلة أمامها سوى بعض الجمعيات بهدف الحصول على المساعدات. تقول تغريد: «لا يهمنا الحصول على الطعام، فيمكننا الصبر والعيش من دونه. الأهم بالنسبة الينا هو تأمين بدل السكن، كي لا نصبح في الشارع».

تكاد تغريد لا تصدق قرار «الأونروا»، ففي الوقت الذي كانت تطمح فيه تغريد وعائلتها الى تقديم المزيد من المساعدات، تقع تحت وقع صدمة الامتناع عن منح بدل الايواء، وما تلاه من تقليص بعض الجمعيات لمساعداتها النازحين من سوريا.

حتى الساعة، تغريد ليست مقتنعة بأن «المشكلة في الميزانية»، معربةً عن استغرابها لـ «إيقاف الدول المانحة عن تقديم المساعدات». وأمام هذا الوضع، تقول تغريد «لم يعد هناك سوى رب العالمين». وبالاضافة إلى معاناتها مع النزوح، تعاني تغريد من مرض في كليتها، ولا أحد يؤمن لها العلاج. تؤكد أنه في كل مرة تزور فيها الطبيب المكلّف من قبل الأونروا لمتابعة حالتها، يصف لها الأخير مسكّنا، فيما تحتاج لعلاج طويل ومكلف.

المصدر: السفير



السابق

عائشة محمد إبراهيم: نعيش بؤس الواقع

التالي

البارد والبدّاوي: الاعتصام الأطول


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

غزة.. حين انقلب التاريخ من مهبط الرسالات إلى مهبط الطائرات!

في الأزمنة البعيدة، كان الشرق الاوسط  قلب العالم، ونافذة السماء إلى البشر، ومسرح الوحي الذي غيَّر وجه التاريخ. على هذه الأرض مشت… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير