الصحافة اللبنانية: كي لا تتحول «الأحداث الفردية» إلى وجبة رمضانية!
رغم مساعي القيادة الفلسطينية لتحصين أوضاع المخيمات، عامة وعين الحلوة، بخاصة، وبالرغم من الإجراءات التي تتخذها "اللجنة الأمنية العليا" وانتشار القوة المشتركة على الأرض، فإن الشكوك لا تزال تراود الكثيرين من مسؤولين ومواطنين عن قدرة المعنيين على ضبط الأمن بشكل كامل، وفرض الإستقرار، ومنع تكرار "الأحداث الفردية" التي باتت "وجبة رمضانية" يومية على موائد أبناء المخيمات الفلسطينية، بعدما تنقلت من عين الحلوة إلى المية ومية والرشيدية وغيرها من المخيمات، تاركة آثاراً سلبية عامة على مجمل الوضع الفلسطيني المسكون بالكثير من الهواجس والمخاوف التي تربط الكثير من التطورات ألأمنية والسياسية وحتى قرارات وتوجهات الأونروا، بمشاريع تحاك في غير عاصمة غربية وعربية لتصفية قضية اللاجئين وإغلاق ملف "حق العودة"!..
إن أحداث عين الحلوة "الفردية" التي تكررت أكثر من مرة خلال الشهر الجاري، تشير إلى أن الأوضاع ستبقى تراوح بين التهدئة التي يتمناها الفلسطينيون ويسعى لها الكثير من القادة السياسيين والميدانيين، وبين التوتير الذي تقف خلفه مجموعات موتورة وأفراداً يتحركون بـ"الروموت كونترول" فينفذون عمليات "غب الطلب" لا تصب إلا في خدمة أعداء الشعب الفلسطيني، الذي يسعون لتصفية القضية على كل الصعد والمستويات!..
في هذا السياق نشر موقع "النشرة" الإلكتروني مقالة بعنوان: "لهذه الأسباب... عين الحلوة في مهب التوتير الأمني"، أشار في مقدمته إلى أن الأمور في عين الحلوة لا توحي "بأنها تتجه نحو التهدئة"،
فالوضع الامني ما زال هشا وقابلا للاهتزاز عند اي اشكال رغم كل الجهود السياسية المبذولة لتحصينه وقطع الطريق على الاقتتال الداخلي او الفتنة، والمخاوف ان تتوسع الاشكالات الفردية لتصبح اشتباكات كما جرى في حيي "طيطبا" و"الزيب" في الاول من رمضان والعاشر منه.
ونقل الموقع عن مصادر فلسطينية قولها "أنّ أسبابًا عديدة تجعل الوضع الامني في اكبر المخيمات في لبنان قابلاً للتوتير والتفجير، اولها القرار الضمني الذي اتخذته المجموعات الاسلامية المتشددة بمناصرة اي شخص يتعرض لاي اشكال او اعتداء ما يعني احتمال تطوره سريعا... وثاني هذه الاسباب تتمثل بـ"الاجواء المشحونة على خلفية الاحداث الامنية الماضية..."
وثالثها الخلافات "الفتحاوية" الداخلية الخفية حينا والمعلنة احيانا اخرى بين الاقطاب في الحركة نفسها ومع جناح العميد محمد دحلان الذي يقوده في مخيمات لبنان العميد محمود عبدالحميد عيسى "اللينو" والذي اطلق عليه التيار الاصلاحي.
ورابعها الخلافات السياسية بين حركتي "فتح" و"حماس" حيث كان مجرد اتفاقهما يشكل مظلة للتهدئة... وخامسها، قلة حيلة "القوة الامنية المشتركة" في ردع اي اشكال بسبب استمرار العمل بمعادلة "الامن بالتراضي"...
وسادسها، التراشق الاعلامي بين المتخاصمين واصدار البيانات والبيانات المضادة، حيث يحمل كل طرف الاخر مسؤولية ما يجري ويروي الحدث من منظاره، على وقع الشائعات التي تزج باسماء من الطرفين لابقاء الوضع على توتيره.
إن هذه الأسباب كافية لتبقي الوضع الأمني في عين الحلوة متأرجحاً بين التوتير والتهدئة، وسوف يبقى السباق قائماً بين حراس القضية الساهرون على أمن واستقرار شعبهم وحفظ القضية والدفاع عنها في مواجهة المؤامرات والمخططات المشبوهة، وبين الجهات الضالة والفئات الموتورة التي تعبث بأمن واستقرار المخيم، وتتحرك وتتحرك بـ"الروموت كونترول"!..
المصدر: وكالة القدس للانباء
أضف تعليق
قواعد المشاركة