حلويات رمضان في عين الحلوة ضحيّة الأزمة
يستقبل الفلسطينيون في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين (جنوب لبنان) شهر رمضان بشيء من الفرح والبهجة اللذَين يفتقدونهما عادة. هذا الشهر يجمع العائلات، لا سيّما حول موائد الإفطار. قلّما يجتمع أفراد العائلة الواحدة حول مائدة الطعام في شهور السنة الأخرى، إن بسبب انشغالاتهم في أعمالهم أو لأسباب أخرى. كذلك، تكثر الدعوات في خلال هذا الشهر للإفطار في بيوت الأهل والجيران والأصدقاء وكذلك للمّ الشمل.
والحلويات باختلافها، تحوّلت عادة من عادات رمضان. والناس مهما عانوا من أوضاع مادية صعبة، إلا أنهم لا يقطعون بيوتهم وعائلاتهم من نوع أو اثنَين من الحلوى. هؤلاء قد يشترون كميات أقلّ منها وقد يبحثون عن المحلات التي تبيعها بأقل ثمناً. في بعض الأحيان، يعمد البعض إلى شراء الحلوى عن البسطات، وإن كانت أقل جودة.
وتزدهي محال الحلوى في المخيم بإكثارها من صناعة الحلويات الرمضانية، كالشعيبيات والكلاج وحلاوة الجبن والمدلوقة والقطايف والعثملية والقشدة.
عمران إسماعيل القادري من منطقة زيتا في ريف دمشق، يسكن مخيم عين الحلوة منذ عام 2005. يخبر: "عندما جئت إلى لبنان مع عائلتي، أتيت لتحسين أوضاعي المعيشية. بعدما عملت لعامين في أحد الأفران، انتقلت وإخوتي للسكن في مخيم عين الحلوة. استأجرنا محلاً للحلويات وبدأنا العمل فيه". ويقول إن "شهر رمضان يتميز عن بقية الأشهر بحلوياته، بالإضافة إلى ما يحمله من بركة وعادات جميلة وألفة ومحبة. لكنه يحلّ في الأعوام الأخيرة والمنطقة العربية تشهد صراعات وحروبا عديدة، الأمر الذي أثّر سلباً على أوضاعنا المادية والحياتية. يُضاف إلى ذلك ما يشهده مخيم عين الحلوة من عدم استقرار أمني في معظم الأحيان، أثّر بشكل سلبي أيضاً على مبيعات الحلويات".
ويتابع أن "تراجع الأعمال يرتبط أيضاً بالأزمة التي تتفاقم أكثر فأكثر في سورية، خصوصاً بعد ضرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، ونزوح عدد كبير من هؤلاء إلى عين الحلوة". ويلفت إلى أنه "في السابق كنا على سبيل المثال، نصنع في العيد ما يزيد على طنّ ونصف الطنّ من البقلاوة. أما في السنة الماضية فلم نصنع أكثر من 300 كيلوغرام منه".
من جهة أخرى، يشير إلى أن "معظم زبائن محلنا هم من منطقة صيدا. لكنّ زبائننا اللبنانيين اليوم يخشون دخول المخيم بسبب الأوضاع الأمنية المتأزمة. لذا نتمنى أن تعود الأجواء إلى طبيعتها، وسط انتشار القوة الأمنية في المخيم".
المصدر: العربي الجديد
أضف تعليق
قواعد المشاركة