الصحافة اللبنانية: اللاجئون الفلسطينيون يحذرون من مخاطر«الأحداث الفردية»
رغم انتقال الأحداث الفردية المؤلمة والمرفوضة والمستنكرة إلى مخيم الرشيدية، تبقى العين مفتوحة على عين الحلوة، الذي توليه وسائل الإعلام على اختلاف مسمياتها وفروعها الورقية والإلكترونية، جل اهتمامها. وبعضها يرصد كل حركة وكل نَفَس، وتحيك وفقها سيناريوهات أمنية تبدأ بإشكال "فردي" ولا تنتهي بتنفيذ "أجندات" خارجية: دولية وإقليمية مرتبطة بالحريق المشتعل في غير بلد عربي، والتي قد توصل بالنتيجة إلى ما يريده أعداء الشعب الفلسطيني، ألا وهو إسقاط حق العودة، وتصفية قضية اللاجئين، تسهيلاً لتمرير مشاريع التوطين والتهجير التي كثر الحديث عنها في هذه الآونة...
ولا يخفي اللاجئون الفلسطينيون مخاوفهم وهواجسهم من التبعات الكارثية المترتبة على قرارات الأونروا وتوجهاتها وسياساتها الجديدة، بقدر قلقهم من تكرار "الأحداث الفردية" التي قد تتحول بفعل بعض الموتورين والمصطادين في الماء العكر إلى اشتباكات تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة... وتذكر اللاجئين بالمصير الأسود الذي لاقاه أبناء مخيمي نهر البارد واليرموك، وقبلهما أبناء مخيمات العراق، التي انتهى بهم الأمر إلى مهاجرين في أقصى أقاصي الأرض.
وقد نقل موقع "ليبانون ديبايت" عن رئيس تكتل نيابي كبير حديثه مؤخرا "عن مشاريع دخلت حيز التنفيذ لاطلاق خطة توطين الفلسطينيين في لبنان... من عين الحلوة هذه المرة".
وكانت السفير قد تابعت تطورات الوضع في عين الحلوة وقالت ان "اللجنة الامنية"، التي اجتمعت في مقر "القوة الامنية المشتركة" في المخيم، قد حاولت وضع الاصبع على الجرح لتبديد مخاوف الاهالي.
وتؤكد مصادر فلسطينيّة أنّ المجتمعين توافقوا على بنود عدة لسحب فتيل التوتر من بينها ضرورة تسليم "مصلى المقدسي" في حي طيطبا والمركز العائد له للقوى الاسلامية في المخيم، وانتشار القوة الامنية داخل الحي والتعويض على المتضررين.
وقد وصف أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة، ما يحصل في عين الحلوة بأنّه "الإرهاب بعينه".
واعتبر، خلال اعتصام نظمته حركة "فتح" أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر في مخيم عين الحلوة، أنّ "من يقف او يغطي هذه الاعمال والاحداث عميل خائن جبان، سنعمل على كشفه وتقديمه للرأي العام الفلسطيني في المخيم وخارجه".
وكانت التطورات الأمنية في عين الحلوة والرشيدية مدار بحث بين وفد فلسطيني ضم السفير اشرف دبور وأمين سر فصائل المنظمة فتحي أبو العردات وبين النائب بهية الحريري ورئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبدالرحمن البزري.
وأكد المجتمعون أن "أمن المخيم وصيدا واحد"، مشددين على "وجوب العمل من أجل منع تكرار تلك الأحداث عبر معالجة مسبباتها ونزع كل اسباب التوتر وتعزيز القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة ودعمها في حفظ الأمن والاستقرار في المخيم".
وقال ابو العردات: "ان حادث الرشيدية حادث فردي، وكذلك الأمر بالنسبة لمخيم المية ومية وحتى الأحداث التي جرت في عين الحلوة هي فردية لكن استمرت وتواصلت لعدة ساعات وعالجنا هذه الثغر، وان شاء الله لن تتكرر واتخذنا الاجراءات المناسبة بالتعاون بيننا جميعا كفصائل وقوى وطنية واسلامية".
واشار الى ان "ما جرى من سقوط ضحايا شيء مؤلم ويحز في النفس"، وختم: "اتفقنا كفصائل فلسطينية أن نعمل على ازالة كل العقبات امام انتشار القوة الأمنية، وكذلك تعويض أهلنا في مخيم عين الحلوة ومعالجة الجرحى وهذه امور تفرضها علينا واجباتنا ومسؤولياتنا".
وبعيداً عن الأخبار الأمنية وانعكاساتها المأساوية، نقلت صحيفة "اللواء" مشهداً فلسطينياً مضيئاً مشرقاً أطلت منه هامة الشيخ الأسير خضر عدنان، من خيمة الإعتصام في الإسوا (وسط بيروت) الذي سجل انتصاراً مدوياً على العدو الصهيوني بامعائه الخاوية... وقال من على سريره لجميع العرب والمسلمين: هنا الميدان، وهنا ساحة القتال، وهنا نزرع أجسادنا لتورق انتصارات على عدو فلسطين والأمة... هنا ميدان الشهادة..
المصدر: وكالة القدس للأنباء
أضف تعليق
قواعد المشاركة