حنان عبد الغفور.. تنتزع التفوق من أنقاض منزلها المدمر

منذ 10 سنوات   شارك:

بعد عام واحد على انتشالها من تحت ركام منزلها المدمر بصواريخ الاحتلال، مصابة بجروح ورضوض؛ نجحت الطالبة حنان أنور عبد الغفور، في انتزاع تفوق باهر في الثانوية العامة، متجاوزة جراحها ومأساتها التي لا تزال تعيش فصولها في منزلها المكون من الحديد والنايلون ومقام على أنقاض المنزل المدمر.

في بقايا البيت الذي يذكّر كل ركن فيه بمأساة ذلك اليوم السادس عشر للعدوان، عمت الفرحة، بعد إعلان نتائج الثانوية العامة التي انتزعت فيها حنان تفوقاً باهراً بمعدل 98.1 في الفرع العلمي لتنال المرتبة التاسعة على هذا الفرع بخان يونس.

وبدت ملامح الفرح على وجه حنان الطفولي، وهي تتقبل التهاني من ذويها الذين تقاطروا إلى المنزل، ليستذكر الجميع مسيرة التحدي التي خاضتها منذ انتشالها من تحت الأنقاض.

ذكرى أليمة

تتذكر والدة حنان تفاصيل هذه اللحظات قائلة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" :"كنت نائمة برفقة ابنتي حنان، 17 عاماً صباح 23-7-2014.. استيقظت من نومي على تساقط ركام المنزل فوقي، لم أتمكن من رؤية شيء، ولم أستطع القيام، ففوقي ركام، كنت مدفونة تماماً تحت الحجارة والركام".

وأضافت وهي تحتضن ابنتها المتفوقة "يومها بدأت أردد الشهادتين... حاولت أن أقوم من مكاني لكني لم أستطع لأني كنت مغطاة بالركام، ثم سمعت صوت أنين وصراخ ابنتي حنان التي كانت على مقربة مني، وكانت تستنجد بصوت ضعيف، لم أستطع أن أصل لها، فقلت لها "تشاهدي" (رددي الشهادتين) وبعد لحظة لم أعد أسمع صوتها، اعتقدت أنها استشهدت".

وقالت: "الحمد لله مرت هذه التجربة واليوم نعيش هذه الفرحة، فالعام الماضي كانت الحرب والمأساة التي حرمتنا الفرحة بتفوق ابنتنا حنين التي حصلت على معدل 99.1 % في القسم الأدبي العام الماضي وحازت على المرتبة الأولى على خان يونس، وهي تدرس آداب انجليزي بالجامعة الإسلامية بغزة".

وكانت طائرة مروحية صهيونية قصفت المنزل بصاروخ واحد ما أدى إلى تدميره بشكل كام وإصابة حنان ووالدتها ونجاة الوالد، فيما كان باقي أفراد الأسرة عند جدهم.

بدوره، تحدث والد حنان مستذكرا تفاصيل ذلك اليوم قائلا :"قمت بإخراج زوجتي بمساعدة أحد الجيران الذ بادر للمساعدة رغم خطورة الوضع واحتمال تجدد القصف قمنا بإزاحة الركام عن حنان، وانتشالها".

وأضاف" كنا نعتقد أنها شهيدة ثم تبين أن بها نفس وحركة بسيطة ولكنها كانت في حالة إغماء وتم نقلها إلى المستشفى ولكنها نجت".

تصميم على التفوق

أما حنان فرغم صعوبة التجربة التي مرت بها، وتأثيرها عليها طوال الأشهر الماضية؛ إلاً أنها آثرت التحدي وكانت مصممة على التفوق.

وقالت: "الحمد لله، تفوقي بتوفيق الله، وهو رسالة للاحتلال، أننا سنواصل حياتنا ونحقق التفوق ونخرج العلماء من تحت الركام".

وعن صعوبة فترة الدراسة في ظل بيت النايلون الذي تعيش فيه على أنقاض منزلها، قالت :"لا شك الأمور لم تكن سهلة، ففي الشتاء كان هناك برد شديد، وفي الصيف حر شديد، الحكاية نايلون وحديد، ولكن إرادتنا أقوى وتوفيق الله معنا، ودعم والدي كان خير معين لي".

ويعتقد ذوو حنان أن الظروف الصعبة التي مرت بها منذ نجاتها من الموت ثم تشرد العائلة ولجوؤها لاحقاً لهذا المنزل المؤقت أثر على نتيجتها، حيث كان الجميع يأمل أن تكون ضمن أوائل الوطن، حيث كان معدلها خلال السنوات الدراسية السابقة لا يقل عن 99 % .

وتسعى حنان لدراسة الطب في تحدٍ آخر للظروف الصعبة التي تمر بها متأملة أن تنجح في الحصول على منحة تساعدها على تحقيق تطلعاتها وطموحها من أجل خدمة أبناء شعبها وتحدي الاحتلال في ميدان العلم.



السابق

حملة «العودة معهم ولأجلهم» في رمضان

التالي

"داعش" يبيع الأطعمة لأهالي اليرموك بأربعة أضعاف أسعارها


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

من نيبال إِلى غزّة: حين يُغلِقُ الحاكمُ أُذُنيهِ عن صرخاتِ شعبهِ!

القمع لا يقتل الأفكار، بل يورثها مزيداً من الاشتعال. وكل كلمة مكتومة تتحول جمراً تحت الرماد، تنتظر ريحاً صغيرة لتتحول ناراً تعصف ب… تتمة »


    ياسر علي

    مؤسسة "هوية".. نموذج فاعل في الحفاظ على الانتماء الفلسطيني

    ياسر علي

    جاء المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية-هوية في سياق اهتمام الشعب الفلسطيني وأبنائه ومؤسساته بالحفاظ على جذور ه وعاد… تتمة »


    معايدة رمضانية 

تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

 رمضان كريم 
نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.

كل عام وأنتم بخير 
    معايدة رمضانية  تتقدم شبكة العودة الإخبارية بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى أمتنا العربية والإسلامية، وخاصة شعبنا الفلسطيني العظيم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.  رمضان كريم  نسأل الله أن يعيده علينا بالخير واليُمن والبركات، وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى. كل عام وأنتم بخير