الجمعة.. يوم إجازة مميز لدى الأسرة الفلسطينية
يحرص الحاج عبد العزيز المصري (65 عاماً) على جمع أبنائه في هذا اليوم لتناول طعام الغداء بشكل مشترك، لا يدفعه لذلك سوى تعزيز العلاقات وأواصر المحبة في ظل انشغالات الحياة والعمل.
وليوم الجمعة خصوصية استثنائية لدى الأسرة الفلسطينية، تجعله حافلاً بالبرامج التعبدية والاجتماعية، انطلاقاً من منطلقات دينية، وواقعية مرتبطة بكونه يوم إجازة رسمية عن العمل.
وقال المصري الذي يقطن شمال قطاع غزة، لمراسلنا، إن يوم الجمعة هو يوم عيد، بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وأكثر ما يميز هذا اليوم بالنسبة إلي هو جمع أفراد الأسرة جميعاً في بيتي، مبيناً أن لديه أربعة أبناء وابنتين يحرص على جمعهم مع أبنائهم لتناول طعام الغداء.
وأضاف أن أبناءه لا يقطنون معه في نفس المنزل وأحدهم يعيش في منطقة سكنية أخرى، وكل له انشغالاته؛ لذا يتم استغلال هذا اليوم في اللقاء الأسري، ما يزيد من أواصر المحبة والألفة بين الجميع.
لقاء عائلي أسبوعي
حالة الحاج المصري، تكاد تكون متكررة في غالبية الأسر في قطاع غزة، إن لم يكن عبر تناول طعام الغداء المشترك، فعبر برنامج زيارات عائلية منتظمة.
ولعل من الطقوس التقليدية في يوم الجمعة، هو تناول طعام الدجاج مع الفت أو المسخن، حيث يلحظ خلال هذا اليوم ازدياد شراء اللحوم والدجاج في الأسواق.
يقول سامر مقداد (33 عاماً) لمراسلنا، إنه يحرص في هذا اليوم على تنفيذ زيارتين على الأقل لأرحامه، من باب التواصل، لافتاً إلى أنه إما يصطحب معه أفراد أسرته (زوجته وأطفاله) أو عددا من أشقائه؛ خاصة إذا كانت الزيارات لخارج منطقة سكنه.
وذكر أنه يحرص على إحياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم، الذي جعله عيداً للمسلمين، من اغتسال وقراءة سورة الكهف، إذ يقول عليه السلام "إِنَّ هَذَا يَوْمُ عِيدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْمُسْلِمِينَ فَمَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ".
ويعتبر يوم الجمعة يوم إجازة رسمية عن العمل في الأراضي الفلسطينية، كما يحرص العمال وذوي الأشغال الخاصة على أن يكون يوم إجازة أيضاً رغم قلة العمل بشكل عام.
برنامج ديني خاص
وبالنسبة للشاب عامر فرج (22 عاماً) فإن ليوم الجمعة برنامجاً خاصاً لديه، يبدؤوه من قبل صلاة الفجر بالقيام، ثم صلاة الفجر في المسجد والاعتكاف حتى الشروق، يعقب ذلك العودة للبيت وقراءة سورة الكهف، مع تخصيص أوقات للتسبيح والصلاة على النبي.
وأضاف أن الغداء يكون مع الأسرة التي تجتمع بقدر الإمكان، ثم يخصص بعد العصر والمغرب لزيارة أصدقاء وأرحام، إلى جانب التصدق بما يمكن ولو بالقليل؛ فالصدقة فيه أعظم من الصدقة في سائر الأيام.
وللرباط نصيب
ويحرص الكثير من المجاهدين، على إحياء ليلية الجمعة بالرباط في سبيل الله، على الثغور، لاغتنام الأجر، وإمكانية نيل الشهادة لما ليوم الجمعة من فضل لمن مات فيه.
ويقول أبو مصعب، وهو قائد زمرة في إحدى مجموعات المقاومة، إن المجاهدين العاملين معه، يتسابقون ليكون يوم رباطهم ليلة الجمعة، ويحرصون على أن يكون في النقاط المتقدمة، حيث يحيون الليل في الرباط والسهر في سبيل الله، إلى جانب الاستغفار وتلاوة القرآن.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
أضف تعليق
قواعد المشاركة