القدس "تنفض" غبار الاحتلال وتتزين لرمضان
لأنها مقصد المصلين ومهوى أفئدتهم، وتأكيدا على مظهرها العربي وهويتها الإسلامية، تنفض القدس في كل عام غبار الاحتلال ودنسه، وتخلع ثوبا طالما انتظرت من ينزعه ليبقى ناصعا إلى الأبد.
في كل عام وقبيل دخول شهر رمضان، تتدلى أحبال الزينة بين أزقة المدينة المقدسة، لتشكل فيما بينها لوحة فنية تعيد للقدس شيئا من بهائها ورونقها، فيما تتزين الأعمدة بفوانيس رمضانية تضفي على المشهد بهجة ووقارا يعزز صمودها.
رمزية الخطوة، لم تمنع شباب حي باب حطة ولجان البلدة القديمة، من الإعداد المسبق لهذا الكرنفال، الذي يحمل في مضمونه تشبثا بالأرض ورفضا للاحتلال، بحسب فريد الباسطي أحد القائمين على تزيين القدس.
التحضيرات
ولأنها تستحق بذل الغالي والنفيس، يجتمع المقدسيون قبل شهر رمضان ويوزعون المهام فيما بينهم، ويقول أمين صندوق لجنة شباب حي باب حطة فريد الباسطي لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "زينة شهر رمضان تتوزع من خلال أعضاء اللجنة الاجتماعية على اللجان الأخرى في البلدة القديمة"، ويستدرك، "ولكن تزيين حارة باب حطة يتم من قبل شبان الحي، حيث يقوم حوالي عشرين شاباً وبشكل تطوعي على تحضير وإعداد الزينة لتعليقها على مداخل وأزقة البلدة القديمة".
ويضيف الباسطي: "العمل الذي نقوم به ليس سهلاً كما يعتقد البعض، ولكنه صعب، ويحتاج إلى أيدٍ عاملة، فمنذ أسبوعين، بدأنا التحضير في حمام العين بالقرب من المسجد الأقصى لزينة رمضان، وبخبرتنا البسيطة، والتي اكتسبناها على مدار أربعة عشر عاما نعمل على تزيين حارة باب حطة ".
ويشير إلى أن زينة رمضان تحتوي على لوحات فنية تحتضن بداخلها أسماء الله الحسنى، بالإضافة إلى عدة أشكال أخرى، موضحاً أن الزينة لهذا العام ستكون ذات طابع إسلامي بحت.
ولا يفوت الباسطي التطرق لعيد "الأنوار" اليهودي، الذي يتزامن مع شهر رمضان المبارك، والذي تسعى فيه دولة الاحتلال إلى تهويد مدينة القدس وسلخها عن عروبتها وطابعها الإسلامي، ويوضح: "أنه باستخدامنا لزينة رمضان ذات الطابع الإسلامي، نعيد للمدينة طابعها وتراثها الحقيقي، ونؤكد على أن مدينة القدس والبلدة القديمة هي فلسطينية عربية وإسلامية".
المضايقات
أما عضو لجنة شباب باب حطة سامر خليل، فيشرح، قائلا: "لجنة حي باب حطة تعمل بشكل تطوعي ومهني وبشكل جماعي من أجل هدف واحد وهو خدمة البلدة القديمة وزائريها، فكل شخص يتواجد بالحي له دور في العمل، وأيضاً لا ننسى دور العائلات المقدسية، حيث يوفرون كافة الإمكانيات والمساعدات من أجل إتمام عملية تركيب زينة رمضان".
ويستذكر خليل في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": تحطيم قوات الاحتلال الزينة في رمضان الماضي وفيها، ويقول: "تم محو تعب 14 عاماً خلال ساعات، ففي المواجهات التي اندلعت بالبلدة القديمة في شهر رمضان وليلة القدر تم استهداف الزينة بشكل مباشر".
وعن المضايقات التي يتعرضون لها، يشير الباسطي: "خلال أربعة عشر عاماً، وعند المباشرة بتعليق زينة رمضان، اعتاد الاحتلال على استدعاء الشبان للمقابلة وتعرضهم للتحقيق لساعات عدة، فضلا عن تعرضهم للاعتقال في بعض الأحيان".
وعن فعاليات لجنة باب حطة في الشهر الفضيل: يتابع الباسطي: "تقيم اللجنة أمسية رمضانية، يتخللها أناشيد دينية ومدائح نبوية، وتوزيع الحلوى والمياه والتمور على المصلين عند خروجهم من المسجد الأقصى بعد انتهاء صلاة التراويح، بالإضافة الى إقامة يوم فرح للأطفال ومسابقة ثقافية دينية:.
ويتابع: "تعمل اللجنة على تركيب يافطات توجيهية على مداخل البلدة القديمة باللغة العربية والإنجليزية والتركية، ترشد الوافدين إلى مداخل وأبواب المسجد الأقصى".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
أضف تعليق
قواعد المشاركة