من يقصد مخيم المية ومية غداة حوادث الاثنين الدامية بين تنظيم «انصار الله» ومجموعة احمد رشيد عدوان والتي اوقعت ثمانية قتلى وعشرة جرحى، يمكنه ان يلاحظ حجم الصدمة التي اصابت اهالي المخيم الأهدأ في لبنان والتي يبدو انه سيحتاج الى وقت لتجاوزها.

فعودة الهدوء الى المية ومية لا تعني طي صفحة ما جرى، خاصة وان الضحايا لم يدفنوا بعد، والدماء ما زالت على الأرض، والحركة خجولة في المخيم، ومدارسه ومؤسساته مقفلة. ولا تزال الأضرار التي لحقت ببعض المباني والسيارات شاهداً على الاشتباك. وترى اوساط فلسطينية ان القوى والفصائل وفي مقدمها فتح ومنظمة التحرير نجحت في تطويق ذيول وتفاعلات الحوادث، وان هذه التهدئة بحد ذاتها اذا تم تثبيتها تعد انجازاً يمكن ان يبنى عليها في تسريع تنفيذ المبادرة الفلسطينية الموحدة ميدانياً.

الظهور المسلح غاب عن طرقات واحياء المخيم، باستثناء محيط بعض المقرات العسكرية. امام احدها، يقف المسؤول العسكري لحركة فتح في المية ومية، العقيد محمد ابو حرب الذي يقول: الهدوء عاد الى المخيم بفضل جهود قيادة حركة فتح والقوى والفصائل ومنظمة التحرير. تم حصر الحادث وانتهى كل شيء.

تشييع اثنين

وتكثفت اللقاءات والاجتماعات على صعيد مختلف القوى والفصائل من اجل معالجة تداعيات ما جرى ونزع فتيل التوتر. وتم تشييع اثنين امس هما الناشط في جمعية «نبع» طارق الصفدي الذي شيع في مخيم عين الحلوة وووري في الثرى في مقبرة درب السيم وسط اجواء من التأثر الممزوج بالغضب، فيما شيع الفلسطيني السوري محمد احمد احمد الملقب «قطيش» في المية ومية وووري في الثرى في مقبرة صيدا الجديدة في سيروب.

اجتماع «الفصائل»

وعقد في سفارة فلسطين في بيروت اجتماع موسع لكافة الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية. وبحسب اوساط مشاركة، فان المجتمعين استمعوا الى موقف انصار الله عرضه محمود حمد الذي أعاد التأكيد على مضمون بيان انصار الله من ان امين عام التنظيم جمال سليمان تعرض لكمين مسلح ومحاولة اغتيال من قبل عصابات مأجورة ما ادى الى مقتل احد مرافقيه واصابة آخر، وانه تم الرد وتبادل النار مع المهاجمين. وبحسب هذه الأوساط، اكتفى المجتمعون برفض أية حوادث امنية في المخيمات والحؤول دون تكرار ما جرى.

وفي هذا السياق، تقرر عقد اجتماع موسع لكافة القوى والفصائل مع مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم يوم غد الخميس في مكتبه في المديرية لمتابعة تطبيق بنود المبادرة، وهو ما اعلنه امين سر قيادة الساحة اللبنانية في حركة فتح وفصائل منظمة التحرير فتحي ابو العردات. وقد تلا ابو العردات بياناً باسم المجتمعين جاء فيه:

أولاً، ندين ونستنكر الأحداث المؤسفة التي حصلت في مخيم المية ومية، والتي أضرت بأمن المخيم واستقراراه وأدت إلى قتل الأبرياء وترويع أهلنا في المخيم.

ثانياً، نؤكد حرصنا على المحافظة على الأمن والاستقرار في المخيمات وجوارها من خلال القيام بواجبنا بضبط الأوضاع وعدم السماح لأي جهة بالعبث بأمن المخيمات وخصوصاً المية ومية.

ثالثاً، نؤكد تمسكنا بالمبادرة التي أطلقت من مخيم عين الحلوة في 28/3/2014.

رابعاً، نطالب الجهات اللبنانية الرسمية والحزبية القيام بإجراءات ملموسة لدعم المبادرة وتسهيل تنفيذها.

وكانت لجنة المتابعة الفلسطينية في منطقة صيدا تداعت الى اجتماع طارئ في عين الحلوة لمتابعة الوضع في المية ومية.

المصدر: المستقبل