روحه معلّقةٌ بـ"الفالوجتين"

منذ 11 سنة   شارك:

 غزة/ هدى بارود: ناصر حماد المكنى بـ"أبي محمد", من مواليد عام 1950م، كان والداه حديثَي الزواج لحظةَ فرا من قرية الفلوجة باحثَين عن النجاة من المجزرة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق أهالي القرى الفلسطينية العزل، وما أن وصلا حدود قطاع غزة حتى استقرا في أرضٍ خالية، وسرعان ما نصبا الخيام التي وفرها لهما الصليب الأحمر.

اختار حماد أن يسمي ابنه الأول ناصر، نسبة إلى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والذي حوصر في قرية الفالوجة الفلسطينية التي تبعد عن مدينة غزة ثلاثين كيلومتر إبان حرب النكبة عام 1948، واستمر حصار القرية حتى فبراير 1949م.

بدأ عقل حماد بتخزين الأحداث لما صار في الرابعة من العمر، وكانت عائلته تقطن منزلًا من الحجر يتكون من غرفتين يقابلهما حمام صغير ومطبخ، في حين توسطت المنزل مساحة فارغة.

قال لـ"فلسطين": "كان والدي لا يجلس في المنزل، ولم أكن أعرف ماذا يعمل، غير أنني كنت أراه يعود متعبًا في الليل, فتحرص والدتي على إسكاتي أنا وشقيقتي التي ولدت قبلي بعام حتى يرتاح أبي".


كانَ محمد حماد، الوالد، "يسرح" بقطيع أغنام لأحد سكان مدينة جباليا ذلك الوقت، مقابل تعريفة، وهي العملة النقدية المتعارف عليها وقتها، وفي بعض الأوقات يعود لعائلته بالحليب أو اللحم الذي سرعان ما تقايضه والدته "فتحية" بالسكر والسمن، أو الشاي والبن أحيانًا.

"لم نكن نشتري ملابس، وكانت والدتي تعمد إلى حياكة ملابس والدي القديمة لي، أو تغير هيئة الملابس التي نحصل عليها من الشئون، إذ إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين كانت في منتصف الخمسينيات توزع مواد غذائية على اللاجئين"، قال حماد, مضيفًا: "كان في الكوبونة سمن وسكر وملابس ودقيق وفقَ ما أذكر".

حلم حماد بالسفر إلى الكويت حيث أعمامه الذين يعملون بمهنة التدريس، غير أن مرض والده وزيادة عدد أخواته البنات جعله يتراجع عن قراره، فلم يتابع تعليمه وعملَ في محل للنجارة كانَ يملكه صديق والده غزي الأصل.

"تغير شكل المخيم, وقسمت جباليا إلى قسمين، جباليا البلد وجباليا المخيم، وارتبطَ اسم المخيم بنا، ولم يبارح والدي جباليا البلد والتي يطلق عليها "الفالوجا" لأنها تذكره بقريتنا التي هاجرنا منها"، قال حماد متمنيًا بعدَ مرور سبعة وستين عامًا لو أن والدته تزوجت قبلَ الهجرة بعشر سنوات وأنجبته في الفالوجة التي سمعَ عنها كثيرًا من والده حتى باتَ يعشقُ ترابها غير أنه لم يرها أبدًا.

المصدر: فلسطين أون لاين



السابق

صندوق النقد الدولي قلق من بطء اعادة الاعمار في غزة

التالي

الناصرة : امسية لاحياء ‘ذكرى احتلال بيسان وطرد اهلها‘


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة عارف حجاوي

twitter.com/aref_hijjawi/status/1144230309812215814 




تغريدة عبدالله الشايجي

twitter.com/docshayji/status/1140378429461807104




تغريدة آنيا الأفندي

twitter.com/Ania27El/status/1139814974052806657 




تغريدة إحسان الفقيه

twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1116064323368046593




تغريدة ياسر الزعاترة

twitter.com/YZaatreh/status/1110080114400751616 




تغريدة إليسا

twitter.com/elissakh/status/1110110869982203905 





 

محمود كلّم

الكتابة عن فلسطين: بيان الموت المؤجَّل

الكتابة عن فلسطين ليست موقفاً ثقافياً، ولا رأياً يُدرج في هامش الحرية. إنه إعلانٌ مبكّر عن الاستعداد الكامل للتضحية في سبيل … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية..
صامدون - عاملون - عائدون
    تتقدم مؤسسة العودة الفلسطينية من عمال فلسطين بأطيب الأمنيات وأجلّ التحيات لما يقدمونه من جهد وعمل وتضحية.. صامدون - عاملون - عائدون