"رغم أننا أبناء قضية واحدة، وجرح نازف واحد، علينا أن نتحمل بعضنا، غير أن واقعنا الصعب، لم يتحمل مزيداً من الأعباء، سواء في مجالات العمل، أو الاستشفاء أو السكن"، ونناشد المجتمع الدولي ومنظمة التحرير إلى التحرك لتقديم المساعدة العاجلة!!

هذا ملخص الرؤية التي عبر عنها سكان مخيم برج الشمالي لـ "وكالة القدس للأنباء"، نتيجة تدفق أعداد النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى المخيم.

وأوضح امين سر اللجنة الشعبية في برج الشمالي، قاسم جمعة (أبو جمعة) أننا في المخيم منذ 1955، ومساحته لا تتجاوز الكيلو متر وربع مربع، يضم عدة شرائح من كافة البلدات في فلسطين، كان عدد سكانه في البداية حوالي 5000 نسمة، وقد ازداد العدد إلى ما يقارب 250 ألف نسمة مع تدفق النازحين من سوريا، ولا مجال للتوسع لأن كل العقارات المجاورة مملوكة ولها أصحابها.

وأكد "اننا مقبلون على كارثة سكنية، لأن اعداد الشباب في تزايد، ولا يوجد بيت إلاّ وفيه لا يقل عن 4 شباب، فأين يذهب هذا الشاب اذا أراد الزواج وأين يسكن؟

بخاصة أن الوضع الإقتصادي صعب، والبطالة كبيرة، ما اضطر الكثيرين إلى العمل بالزراعة أو بالبساتين وبعض المهن الصناعية، رغم حيازتهم على الشهادات العليا، وأضاف: مع وجود اعداد النازحين ازدادت الأزمة المعيشية حدة، واتسع اطار البطالة لقلة العمل.

وقال جمعة: "هناك معاناة من الناحية الطبية، فوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا، لا تقوم بتوفير المطلوب بالشكل الذي يلبي احتياجات ابناء شعبنا من الناحية الصحية والأدوية، والتحويل إلى المستشفيات، وتأمين الدواء المقرر شهرياً للعيادات، وهذا النقص ناتج عن ازدياد الأعداد التي تتردد يومياً على العيادة، ولكن الأونروا غير مهتمة، لذلك نحن نطالب الأونروا ومنظمة التحرير والدولة إلى معالجة كل هذا الأزمات، كما نطالب الأونروا بتأمين قطعة أرض للإستفادة منها، وحل أزمة الإكتظاظ السكاني".

ازدياد البطالة وأزمة الطبابة والسكن

ورأى أمين سر اللجنة الأهلية في المخيم عدنان قاسم، "أننا في مخيم برج الشمالي نعاني ما يعانيه اخوتنا في بقية المخيمات، من ازدحام سكاني، وبطالة، وكثافة نازحين، وهذا بالحقيقة شكل أزمة لدى الجميع من ناحية الإكتظاظ السكاني، وتفشي البطالة وإزدياد سوء الحالة الصحية، فمنذ قدوم النازحين ومع بداية الأزمة السورية ازداد سوء وتدهور الوضع الإقتصادي من ناحية العمل".

وأكد قاسم "ان المساعدات الصحية والطبية التي تقدمها الأونروا قليلة، ولا تكفي طيلة الشهر لأبناء المخيمات، فكيف إذا كان هناك عدد إضافي يتردد على هذه العيادات لتلقي العلاج، فالحقيقة هناك أزمة صحية من ناحية تأمين الدواء وغيرها".

وأشار إلى "أن النازح لا يستطيع التنقل إلى إحدى المستشفيات، إذا لم يكن يمتلك التصريح أو الإقامة، ولهذا السبب لم يتمكن من العلاج في خارج المخيم، فيضطر إلى تلقي العلاج في عيادة المخيم".

ولفت منسق منطقة صور في "بيت أطفال الصمود" ورئيس جمعية "الحولة" محمود جمعة، إلى "أننا شعب واحد وقضيتنا واحدة، وقدوم أهلنا النازحين أثّر علينا، وزاد العبء علينا جميعا من النواحي الإقتصادية والصحية والسكنية... فمن حقهم علينا ومن واجبنا أن نتقاسم المسكن والعمل معاً، ولكن النتيجة صعبة علينا جميعاً، وهذا أثّر على الخدمات الصحية التي هي من أساسها قليلة وقد ازدادت سوءاً بعد تقليص الأونروا لهذه الخدمات".

وأضاف أن المساعدات التي تقدمها "الأونروا" إلى هذا النازح، لا تكفي ولا تلبي احتياجاته اليومية والحياتية، مما يضطره للعمل بأي ثمن، ولو كان قليلاً، وهذا خلق أزمة ومنافسة بين ابن المخيم والنازح.

ورأى "ان المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على "الأونروا"، التي من مسؤولياتها تحسين الظروف الصحية والإجتماعية والإقتصادية لكل اللاجئين دون استثناء، وأيضاً، على منظمة التحرير أن تقوم بواجبها تجاه أبناء هذا الشعب".

وأشار إلى الخطر الكبير المتمثل بالهجرة التي باتت تحصد أرواح أبنائنا، جراء تردي الأوضاع بشكل عام.

قدمنا ما نستطيع لكن المعاناة كبيرة

وقال نائب رئيس جمعية الحولة ومسؤول العلاقات الخارجية بالجمعية خليل محمود محمود: "اخواننا الذين اتوا قسراً الى مخيماتنا، لم يأتوا الا عند أهلهم، ونحن بذلنا ما بوسعنا مع الجمعيات الأخرى والتنظيمات الفلسطينية واللبنانية لمساعدتهم، وقد تعاطينا معهم بشكل إنساني لتقديم كل ما يلزمهم من سكن وغيره، ولكن هناك معاناة كبيرة لدى الجميع".

وأضاف: مخيم برج الشمالي يزدحم بنسبة كبيرة نتيجة الكثافة السكانية، وصغر مساحته، وعدم قدرته على استيعاب العدد الأكبر من النازحين، ما شكل عائقاً كبيراً لدى العائلات، حيث لا يوجد أي مكان عام حتى للأطفال للعب أو غيره.

المصدر: وكالة القدس للأنباء