خارطة فلسطين وفي قلبها مدينة القدس، وبجوارها ركام جدر الفصل العنصري، وفي سمائها يرفرف العلم الفلسطيني داخل وخارج فلسطين بجوار الأعلام العربية وغير العربية، في إشارة إلى أن تحرير فلسطين مسؤولية الجميع.

هذه هي الفكرة الاستراتيجية التي حملتها لعبة "حرر فلسطين"، والتي تستهدف تعزيز مفهوم الطفل المقاوم الذي يتوق لتحرير القدس.

عالم الصغار

وحول الفكرة التي حملتها لعبة التركيب "حرر فلسطين"؛ قال الدكتور عصام عدوان رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس لمراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام": "لقد وجدنا أنفسنا بحاجة، لأن ننتقل إلى عالم الصغار، لنوصل لهم فكرنا الهادف إلى تعزيز الانتماء لفلسطين، والتأكيد على حق العودة وعلى ضرورة تحرير فلسطين".

وشدد على ضرورة غرس مفاهيم التحرير في نفوس الصغار مبكراً، مؤكداً أن هذا هو ما جعلهم يقدمون على وضع تصور لمجموعة ألعاب، والتي من ضمنها لعبة "التركيب" والتي تصنف ضمن ألعاب الذكاء، وهي تناسب الأعمار من سن (5-10) سنوات، ويمكن أن يستفيد منها الأطفال الأكبر من ذلك، وفق قوله.

وعن مدلول اسم اللعبة والتي عنوانها "حرر فلسطين"؛ بين أنها تضع صورة فلسطين في الوسط بلون بارز وهو الأصفر حتى يكون أكثر وضوحاً، ويتخلل فلسطين موقع جدار الفصل العنصري، ويظهر في الصورة هذا الجدار وهو يتهدم بفعل مقاومة هؤلاء الأطفال.

وفي صورة اللعبة يمكنك أن ترى مقاومين من داخل بلدات فلسطين، ومن خارجها من الدول العربية والإسلامية يحملون أعلام بلادهم وعلم فلسطين أيضاً.

ولفت عدوان إلى أن الدول تتمثل في مصر والجزيرة العربية وقطر والمناطق الشرقية من الهند وباكستان ..

وبين أن المقاومة تكون من البحر أيضاً فهنالك بواخر قادمة من المغرب والسعودية وتركيا إشارة إلى سفينة مرمرة التي جاءت لتكسر حصار غزة إلا أنها اليوم جاءت لتحرير فلسطين، حسب تعبيره.

وهنالك إشارة لموضع مدينة القدس والمسجد الأقصى، وتم الحرص على وضعها بصورتها الحقيقية، لأنها أحد أهم أهداف التصميم.

تحرير فلسطين

وعن الفكرة التي يريد القائمون إيصالها قال إن تحرير فلسطين هو جهد الصغار كما هو جهد الكبار وهو حصيلة جهود الأمتين العربية والإسلامية، وليست مهمة الشعب الفلسطيني وحده، وهي عمل جماعي، والعالم سوف يحتفل بتحرير فلسطين.

وذكر أن الأطفال هنا يعيشون أكبر من سنهم وهذا سببه العدو الصهيوني الذي جعل الطفل يفكر بالعودة والتحرير وحمل السلاح، وإن كانت الأسلحة عبارة عن ألعاب لكنها تحمل رمزية هامة.

ووفق عدوان؛ فإن اللعبة تسعى إلى تعريف الأطفال بخارطة فلسطين، وبموقع القدس منها، وتعريفهم بأعلام الدول المجاورة، ومواقعها من خلال الأعلام، فالعلم المصري مرفوع من جهة مصر، والعلم الأردني مرفوع من جهة الأردن.

وكشف عدوان عن وجود لعبة إلكترونية مستوحاة من الفكرة الأولى "لعبة التركيب"، حيث تم تصميمها تحت اسم "تحرير فلسطين" وهي ثنائية الأبعاد، قال عدوان إن الفكرة تهدف إلى جعل الأطفال يتعلقون بتحرير فلسطين، ويستفيدون من خلال اللعب في التخطيط الاستراتيجي.

ووفق عدوان؛ فإن اللعبة تدرّب الطفل على أن التحرير عملية متكاملة وليست عملية ارتجالية، فهنالك حاجة لبناء اقتصاد لشراء أسلحة ولعقد تحالفات دولية للتعاون مع دول الجوار لتبادل المنافع في استهداف المستوطنات وتطويقها وحصارها، حسبما قال.

وأوضح أنه يتم ذكر أسماء المستوطنات والمواقع الأثرية الفلسطينية، بحيث تضخ للطفل حجمًا كبيرًا من المعلومات على مدار جلسات كثيرة جداً من خلال اللعب في هذه اللعبة، وسوف تنتهي هذه اللعبة بتحرير القدس باعتبار أنها أساس تحرير فلسطين.

وأشار إلى أن هذه اللعبة مكلفة، ورغم أنها كذلك لكنها قدمت بشكل مجاني لدعم قضية العودة وتحرير فلسطين.

وتبقى مثل هذه الألعاب محاولة جديدة لغرس حب فلسطين والرغبة في تحريرها من دنس الاحتلال الصهيوني في نفوس وعقول الجيل الفلسطيني القادم حتى تبقى القضية حية والأمل معقودًا بتحرير قريب.