مؤتمر "فلسطينيو أوروبا".. رسائله وحدوية وانعقاده تحدٍ لـ(إسرائيل)
بحضورٍ عربي وأوروبي تميز بأنه الأكبر من نوعه على مدى سنوات تنظيمه، انعقد مؤتمر فلسطينيو أوروبا بدورته الثالثة عشر في العاصمة الألمانية برلين أمس السبت، تزامنا مع الذكرى الـ67 للنكبة الفلسطينية.
مؤتمر هذا العام ميزه الحضور المباشر لعدد من الشخصيات وأهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق، ما جعل معاناة فلسطينيي سوريا تطغى على سلم أولوياته، ليؤكد على الالتزام بواجبات الكل الفلسطيني نحو أهالي المخيم واللاجئين في مخيمات الشتات كافة.
انعقاد المؤتمر، وفق قول رئيسه ماجد الزير، أفشل ضغوطا سياسية وإعلامية مكثفة مارستها منظمات يهودية وصحف موالية لإسرائيل طوال الأيام الماضية للتأثير على مسؤولين ألمان لمنع إقامة المؤتمر أو دفع قاعة أرينا -أكبر قاعات برلين- التي يقام بها المؤتمر لإلغاء عقدهم مع منظمي المؤتمر.
وأكد الزير في تصريحاتٍ صحفية أن تجدد إقامة المؤتمر هذا العام للسنة الثالثة عشرة دون انقطاع رغم ما واجهه من صعوبات وتحديات يعكس تقدما بأجندته من خلال تناوله لقضايا ذات شأن استراتيجي وتمثل اندماج فلسطينيي أوروبا ببوتقة العمل الوحدوي والجماعي في مواجهة الاحتلال.
وتسببت الحملة الإعلامية المناهضة لمؤتمر فلسطينيي أوروبا في إرغام نواب بارزين بحزب اليسار معروفين بتأييدهم للقضية الفلسطينية كالنائبين أنيته غروت وفولفغانغ غيركا على إعلان عدم مشاركتهم في المؤتمر، وبدا هذا الإعلان تخوفا من هؤلاء النواب من تكرار اتهامهم بالعداء للسامية مثلما جرى معهم بعد مشاركتهم في نفس المؤتمر بمدينة فوبرتال عام 2011.
رسالة وحدوية
الباحث الفلسطيني المتخصص في الشؤون الأوروبية، حسام شاكر، أكد أن رسالة المؤتمر الثالث عشر وحدوية وتؤكد نبذ الكل الفلسطيني للانقسام في البيت الداخلي بأشكاله.
وقال شاكر في تصريحٍ خاص لـ، من مكان تواجده في برلين، إن انعقاد المؤتمر بنجاح في ظل الضغوطات السياسية والإعلامية التي مارستها منظمات يهودية وصحف موالية لإسرائيل طوال الأيام الماضية، يعكس قدرة الفلسطينيين على التعامل مع الظروف والضغوط غير المسبوقة والتي لم تفلح في منع إقامة المؤتمر.
واعتبر شاكر أن انعقاد المؤتمر بشكله الحالي وحجم الحضور اللافت، يمثل حدثًا مهما ونقلة إضافية في مسيرة الوجود الفلسطيني في أوروبا، مشيرًا إلى أنه يعكس تطور الواقع الفلسطيني في دول القارة العجوز.
وأكد شاكر أيضًا على أن المؤتمر بعث برسائل حارة لأهالي قطاع غزة، تثمن صبرهم في وجه الانتهاكات المستمرة من دولة الاحتلال وانتصارها عليها، مؤكدًا أن من نتائجه التعهد بمضاعفة الجهود من أجل كسر الحصار عن غزة بشكلٍ نهائي.
ولفت إلى أن المؤتمر لهذه الدورة شهد حضورًا أكبر من أي وقت مضى، بحيث تجاوز المشاركين فيه 15 ألف شخصية من أنحاء القارة الأوروبية، موضحًا أن ذلك يدلل على مدى التطور في آليات العمل والتماسك الفلسطيني المؤسساتي والشخصي في دول أوروبا.
وقال شاكر: "كل من حضر المؤتمر شعر بوجود حالة فلسطينية متقدمة تعكس قدرة الفلسطينيين على القول بأننا هنا وقادرون على فرض خيارات ومطالب شعبنا، ولا أحد يستطيع أن يقنعنا بالتنازل عن حقوقنا".
البيان الختامي للمؤتمر، أكد على تمسك الفلسطينيين في أوروبا ومختلف أماكن تواجدهم بحق العودة إلى أراضيهم، مشددًا أنهم لن يقبلوا بأي تسوية على حساب ثوابتهم وحقوقهم غير القابلة للتصرف.
كما أجمع المشاركون في المؤتمر على أهمية إحياء منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة هيكلتها وتفعيل دورها عبر تشكيل مجلس وطني فلسطيني منتخب على أسس ديمقراطية في الداخل والخارج، تفرز قيادة تمثل إرادة ومطالب الشعب الفلسطيني مع تعزيز العمل الشعبي وقطاعات المجتمع المدني.
وفيما يخص فلسطينيي سوريا، طالب المؤتمر في بيانه الختامي بعدم فرض أي خيارات على أبناء مخيم اليرموك وفتح المخيم للدخول والخروج وفقا لما يقرره أبناؤه وأبناء باقي المخيمات الفلسطينية في سوريا، مع فتح الطريق أمام الامدادات الانسانية لساكني المخيمات، مؤكدا على تواصل الجهود والحملات لإسناد أبناء الشعب الفلسطيني.
وندد المؤتمر بالحصار المفروض على قطاع غزة مُطالبًا بفكه فورًا، معتبرًا إياه "جريمة منهجية وخرق واضح لحقوق الانسان بكل المقاييس الانسانية والدولية يدين كافة الضالعين فيه والمتواطئين معه"، معربين عن اعتزازهم بصمود أهله تحت الحصار ومتعهدين بمواصلة الجهود حتى كسره.
وشاركت في المؤتمر شخصيات بارزة من فلسطينيي الداخل والخارج، وعدد من كبار الضيوف، من بينهم نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا البروفيسور ياسين أقطاي ووزير العدل والحريات المغربي مصطفى الرميد، فيما ألقيت فيه كلمات بالنيابة عن شخصيات عالمية أبرزهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
المصدر: الرسالة نت
أضف تعليق
قواعد المشاركة