غزة العطشى تعيش أزمة مياه خانقة
في الوقت الذي احتفل فيه العالم بيوم المياه العالمي، يبدو الوضع في قطاع غزة المحاصر مختلفًا، حيث يعيش القطاع أزمة تلوث طالت المياه، كان السبب الرئيس فيها عدة حروب سابقة شنها الاحتلال الإسرائيلي، الى جانب اختلاطها بماء البحر، في أعقاب استنزاف المياه الجوفية.
ويرى نائب رئيس سلطة المياه مازن البنا أن غزة « تعيش أزمة مياه خانقة»، مشيراً إلى أن هذه الأزمة ليست جديدة ولكنها منذ أكثر من (15 سنة)». وقال لموقع « فلسطينيو48» إن أهالي القطاع يعتمدون على الخزان الجوفي الساحلي فقط».
وأكد، على أن هذا العجز «أدى إلى انخفاض في منسوب المياه الجوفية، ما نتج عنه تداخل مياه البحر، واندفاع المياه المالحة في الطبقات السفلى. وأوضح، أن سلطته وضعت خطة متكاملة منذ(15 عاماً)، مبينا وجود بدائل لخزان المياه الجوفية تعتمد على مشاريع تحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف الصحي، مشيرا أنه لم يتم تنفيذ الكثير من هذه المشاريع».
من جهته، أكد النائب في المجلس التشريعي الدكتور مروان أبو راس، على أن هناك عجزا كبيرا بين منسوب الوارد والصادر من المياه. وقال: إن» نوعية المياه الموجودة في قطاع غزة تعاني من نسبة التلوث والملوحة العالية جداً».
وأشار الى إمكانية توافر خطط وطرق يمكن فيها تقليل مشاكل المياه مثل قضية التوعية ومعالجة مياه الأمطار وتخزينها، لافتاً إلى أن مصلحة المياه لديها مشاريع واعدة ستشرع بتنفيذها وأخرى هي قيد التنفيذ فعلاً مثل تحلية مياه البحر.
وأشار إلى أن المجلس شكل لجنة لمراجعة قانون المياه المعمول به من أجل الوصول لمقترحات قانونية جديدة من الممكن عرضها على المجلس لمناقشتها وإعادة صياغة القانون الموجود بهدف المحافظة بشكل أكبر على المياه.
بدوره، قال وكيل وزارة الحكم المحلي سفيان أبو سمرة، إن»الحصار خلق مشكلة تدني الأجور ما نتج عنه مشكلة عند البلديات جراء عدم مقدرة المواطن على دفع مستحقات البلديات».
وأشار، إلى أن البلديات تعتمد على الدول المانحة وليس على ميزانيتها، والجباية لا تشكل رافعة في موازنة البلديات إلا في حدود ضيقة جداً. وأشار إلى أن مضخات المياه بحاجة لصيانة دورية. وأضاف: نحن « بحاجة لزيادة عدد الآبار وكلها أمور يجب أن ننتظر الدول المانحة لإنجازها».
وشدد، على ضرورة أن تتعاون جميع المؤسسات المعنية على المستوى القيادي أو التنفيذي لإعادة ترتيب هذا القطاع، وذلك عبر وضع آلية صحيحة لتجاوز الأزمة يشارك فيها خبراء ومتخصصون.
أما رئيس سلطة البيئة المهندس كنعان عبيد فقد شدد، على ضرورة الاستفادة من المياه الواردة عبر وادي غزة بصورة صحيحة. وتابع: أن» أي مشروع تحلية سيبقى رهناً للمواقف السياسية»، مشيراً لوجود إمكانية لعمل بنى تحتية لاستيعاب مياه الأمطار.
ولفت، إلى ضرورة تعاون سلطة البيئة وبقية المؤسسات المعنية للعمل على تخفيف الأزمة، مبيناً أن الحرب الأخيرة زادت من تلوث المياه.
من ناحيته، قال مدير عام مصلحة مياه الساحل المهندس منذر شبلاق، :»لدينا عجز حقيقي بحوالي(100) مليون متر مكعب، وهناك تمويل من بنك التنمية الأوروبي لعمل محطة تحلية مياه، هي وقائع وليست أحلام، علينا أن نجمع ما نستطيع تجميعه من مياه الأمطار، والاستفادة بقدر المستطاع من مياه الصرف الصحي.
ولفت، إلى أن هناك وعودا من ألمانيا بتمويل محطة الصرف الصحي في خانيونس، وتم وضع حجر الأساس منذ فترة. وقال: « الآن لا يمكن استخدم مياه الصرف الصحي للزراعة، بالتالي نحن بحاجة لإعادة النظر للتخلص من جزء من مياه الصرف الصحي، ولدينا مشاريع تطويرية ممولة ستصل لحوالي 164 مليون دولار»، مضيفاً :أن» مصلحة المياه تنتج يوميا من آبارها الخاصة نحو( 164 )ألف لتر يومياً.
المصدر: الدستور
أضف تعليق
قواعد المشاركة