"لن يسقط اليرموك": إصرار يتحول إلى "هاش تاغ" في العالم الافتراضي لإنقاذ المخيم المدمر بدمشق
"#لن–يسقط–اليرموك".. أمنية تحولت إلى "هاش تاغ" على أرض العالم الافتراضي، تبدأ أو تختتم بمنشورات وصور وروابط أخبار تعكس الواقع الحقيقي المؤلم لحال مخيم (اليرموك) للاجئين الفلسطينيين في سورية المكتسي حاليا بلون الدم.
مأساة "اليرموك" لا تكاد تغيب عن جدران "فيسبوكيين أردنيين"، رغم انشغالهم كحال أي مواطن عربي اليوم بزخم الأحداث التي تمر بها المنطقة وتعصف بدول عربية، وتحفل بها مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يصعد عنوان مخيم اليرموك ليتصدر تلك الجدران.
أما مشاعر التضامن الإنساني والتعاطف والتأثر فهي أبرز ما يميز حالة التفاعل "الفيسبوكي" الأردني مع مأساة "اليرموك"، اذ تتجلى تلك المشاعر وتتفوق على البعد السياسي والتحليلات الحاضرة بقوة في أحداث المنطقة العربية، ذلك أن صور أطفال المخيم عندما يتحولون إلى أشلاء متناثرة تحت تراب الدمار العمراني وغيرها من المشاهد، كفيلة بمحو كل التفاصيل السياسية الأخرى.
"هي هجرة أخرى.. فلا تكتب وصيتك الأخيرة والسلاما.. سَقَطَ السقوطُ .. وأنت تعلو فكرةً ويداً وشاما!".. كلمات للشاعر الراحل محمود درويش استثمرت أعلى صورة المخيم لتظهر أثر الخراب والدمار هناك، فيما تتجه اليها عيون لاجئين فلسطينيين عاشوا مرارة الهجرة مرتين.
"فش حدا بموت من الجوع،، بس في اليرموك في ناس أثبتت عكس ذلك"، واحدة من العبارات التي نشرت على "الفيسبوك" في إشارة للجوع الذي ينهش أجساد أطفال مخيم اليرموك ويقربهم من الموت وهم في عمر الورود.
"خبز" كلمة واحدة اختصرت صورة للاجئين في المخيم وهم يتزاحمون على أرغفة الخبز، و"حضن" كلمة أخرى لأم تعتصر ابنتها ملاحقة صوت أنفاسها الأخيرة وهي في حضنها.
ومع تجلي الحس الإنساني التفاعلي مع المخيم إلا أن ذلك "لا يفسد للنقد قضية"، اذ يلحظ المراقب لصفحات "الفيسبوكيين" ان هناك كما من الانتقادات للرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وكلها تشير إلى تحميلهم "مسؤولية إنقاذ المخيم" من مجازر تشاهد في بث حي ومباشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
الانتقادات طالت أيضا تصريحات الرئيس عباس التي وصفت من قبل البعض بـ"الركيكة" و"لا تسمن ولا تغني من جوع"، معتبرين أن "التساهل" مع ما يحدث في المخيم من جانب السلطة الفلسطينية يدفع ثمنه ضحايا "اليرموك" الذين يعانون تحت مطرقة الحرب في سورية وتقاعس الجانب الرسمي الفلسطيني.
يرموك قلعتنا.. يرموك دمعتنا
"قد أخسر الدنيا .. نعم!.. قد أخسر الكلمات، لكني أقول الآن: لا، هو آخر الطلقات– لا، هو ما تبقى من هواء الأرض– لا هو ما تبقى من نشيج الروح– لا، يرموك– لا "#لن_يسقط_اليرموك"، تلك كانت أحدث ما نشر على "الفيسبوك" أمس وهي تعلو صورة للمخيم أو ما تبقى منه، وهي داخل تصميم صفحة عنوانها "مع"، ومكتوب عليها: "هو ما تبقى من هواء الأرض".
المصدر: الغد الأردني
أضف تعليق
قواعد المشاركة